2008-12-31 • فتوى رقم 35039
السلام عليكم
أريد أن أحكي لكم هذه القصة وأريد مساعدتي في حلها، وكيف أنصحهم: أعرف امراة للأسف الشديد تخرج أمام ابنها عارية تماما وابنها شاب عمره 31 سنة، أي شاب ويتيم وأمه تذهب مع رجال آخرين ولا ترجع إلى الفجر، وتأتي أمام السائق أيضا بمفاتنها ...المشكلة أن الابن يقول أنه تعود على ذلك، وأحيانا تطلب منه أن يرضع منها؟ لا أعلم هل الأم جنت أم ماذا؟ يقول الابن أنهم يحلم بها أحيانا! أنا أعتقد أنهم مرضى لكن ما العمل؟
هل يخرج من البيت أم ماذا، أو يقاطعها من باب التربية كما أن لديه أخ صغير عمره 9 سنين تقريبا، الأم مطلقة الآن ليس لديها رجل؟
أرجو الدعاء لها أرجوكم ولابنها.
وأفيدوني ما العمل ..أريد أحاديث وعبر لكني أستطيع نصح الولد وهل يعتبر ديوثا لأنه ما زال يعيش معها في نفس البيت... هو يقول لقد تعب منها ومن تصرفاتها.
أرجو الافادة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الزنا من كبائر الذنوب، فالله تعالى نهانا عنه فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
وعقوبته إذا رفع للقاضي ذكراً كان أو أنثى وثبت الزنا منه بالإقرار أو بشهادة أربعة شهود عدول أن يجلد مئة جلدة إذا كان أعزب، والقتل رجماً بالحجارة إذا كان متزوجاً من سابق، وإذا لم يرفع للقاضي وستره الله تعالى فيكفيه التوبة النصوح، بالندم والعزم على عدم العود والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح...
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
فهذا الابن مسؤول عن أمه، وهو مؤاخذ ومطالب بزجرها عن المعاصي، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].
وروى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(كلكم راع ومسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع، وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته، قال فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال: والرجل في مال أبيه راع وهو مسئول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
فعليه أن ينصحها ويذكرها بالله تعالى، وأنه مطلع على جميع أعمالها، وسيحاسبها على ذلك ولا شك، ويذكرها بالموت والحساب والنار واليوم الآخر، (ويستعين _لنصيحة أمه_ بمن تقدر على ذلك من النساء الصالحات)، مع الدعاء لها بالهداية لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة.
وإن الرجل الذي لا يغار على أهله ومحارمه إذا ارتكبن المحرمات هو الديوث الذي قال فيه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: (لايدخل الجنة ديوث، ولا مدمن خمر، ولا رجلة نساء) رواه الطيالسي، وهو يعني شدة حرمة ذلك.
فإن فعل ذلك، وكرر النصيحة لها بحكمة كلما سنحت الفرصة، برأ أمام الله تعالى، ولا يكلف فوق ذلك، ولا يجوز له أن يعينها على أي معصية أو يشاركها فيها بحال من الأحوال، والرضاعة منها من أشد المحرمات عند الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.