2009-01-01 • فتوى رقم 35074
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل: هل يعتبر فقدان المسلم لماله في أحد المشاريع عقابا من الله سبحانه وتعالى، أم هو ابتلاء لهذا
المال، وما هو الفرق بينهما؟
وجزاكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كان المرء ملتزماً بالشرع الحنيف، فما يصيبه من بلاء يعد رفعا له في الدرجات، ومثقلا لموازين حسناته.
أما إن كان مرتكباً للمعاصي مقصراً في جنب الله، مفرطا في دينه، فقد تكون المصائب التي يبتلى بها تنبيها له من الله ليتوب ويرجع قبل فوات الأوان، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة)، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط) أخرجهما الترمذي.
فعلى المرء عند حلول المصائب أن يعلم أنها ابتلاء من الله تعالى، يكفر بها عن السيئات ويرفع بها الدرجات، فيكون ذلك دافعاً له للصبر عليها، والرضا عن الله تعالى بها، فلا يسخط ولا يجزع؛ فإنه الرابح على جميع الاحتمالات إن هو صبر واحتسب، فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفر الله بها من خطاياه).
وليس من فائدة تعود على الإنسان إذا ميز بين العقوبة والابتلاء، فهو مأمور بالصبر في الحالين، مع تكفير سيئاته وكونه ممن أراد الله بهم الخير أيضاً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.