2009-01-01 • فتوى رقم 35089
السلام عليكم
أنا فتاة مسلمة وملتزمة بالدين والحمد لله، أنا أستفسر حول موضوع الزواج فهل هو شيء مقدر من الله لنا أم لنا فيه يد، وإذا أنا أريد الزواج ماذا أفعل وكيف يروني الناس وأنا لا أقابلهم؟ وإذا كان لي قريب يريد الزواج هل لي أن أزورهم بهدف الزواج. وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرجو أن تطمئني إلى أن القدر قد خبأ لك الخير والبركة، والله تعالى عالم بك وحكيم وقادر، ولذلك ما عليك إلا أن تطمئني إلى أن الفرج قريب بإذن الله تعالى فلا تحزني، ولا تضيعي ثقتك بالله تعالى، قال تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:216].
ثم عليك بالانشغال بطاعة الله تعالى، مع التضرع والدعاء إليه ليكشف عنك كربتك، وييسر لك أمرك.
وعليك بالإكثار من الصيام، فإنه كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم لك وجاء ووقاية من الوقوع فيما حرم الله.
والله تعالى يعلم السر وما هو أخفى من السر، ويعلم ما كان وما سوف يكون إلى يوم القيامة، ولا يمكن أن يقع شيء خلاف علم الله تعالى، ولكننا عندما نقدم على شيء ما لا نعلم ما كتب الله تعالى لنا فيه، ولذك فنحن مسؤولون عن أعمالنا، ومن ذلك أمر الزواج، فلا يمكن أن يتزوج أحد امرأة لم يكتبها الله تعالى له، ولكنه يفتش عنها لأنه لا يعلم ما كتب الله تعالى له، ولا بد أن يتحقق فيه علم الله تعالى، وهو ما يسى بالقضاء والقدر، والإيمان به شرط لصحة الإيمان بالله تعالى.
ثم إن الدعاء بتسير الزوج من إنسان معين هو من قدر الله تعالى، والاستجابة له من قدره سبحانه أيضا، فلا يدعو الإنسان بشيء إلا إذا قدر له الدعاء من الأزل، فقد أخرج الترمذي عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر).
وأخرج ابن ماجه عن أبي خزامة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقى نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: (هي من قدر الله).
ولا مانع من الزيارة التي تتحدثين عنها بشرط عدم ارتكاب محرمات كظهورك بغير حجاب أمام من لا يحل لك أو خلوتك به، ولك أن ترسلي من يعرض على ذلك الشاب خطبتك إن أدرت ذلك وكان الشاب ذا خلق ودين، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.