2009-01-02 • فتوى رقم 35126
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضلتم سيادتكم بالقول بأن القروض حرام إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك وقد ذكرت لسيادتكم في سؤال سابق أنني تبت إلى الله توبة نصوحة بإذن الله تعالى وأتمني أن يعينني الله على الاستمرار فيها، ولكن علي أقساط من القروض، سابقا أصبحت أكثر من دخلي وأنني مسؤول عن ثلاث أسر تقريبا وهم زوجتي وأولادي، أبي وأمي ، أختي الأرملة وأولادهها اليتامى وأنني أرغب في أخذ قرض يسدد عني هذه الأقساط حتى أستطيع العيش بباقي دخلي أنا ومن أعولهم خشية دخولي السجن من كثرة الأمور التي تم تحويلها إلى الإدارات القانونية والتي من الممكن أن تأخذ قرارات سريعة بالحكم بالسجن وفي هذه الحالة يتم تشريد ما يقرب من تسعة أفراد لا يستطيع أحدهم العمل حتى للعيش فهل هذه ليست تهلكة وهل دخولي السجن ليس تهلكة بالرغم من أنني أقسم لك بالله العظيم أنني تبت إلى الله توبة نصوحة، ولكني حاولت مرارا وتكرارا بأي وسيلة أخرى ولم أنجح ولم يتبق سوى أيام وأتعرض لما ذكرته فهل هذه هي التهلكة أم لا؟
أرجوا من فضيلتكم فهم رسالتي وتيسير أمري حسبما يراه شرع الله والله الموفق.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وما ذكرت ليس منه.
فلتتقي الله تعالى، ولتبحث بجدية عن طريق آخر آمن، مع دعاء الله تعالى بالتوفيق، وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.