2009-01-02 • فتوى رقم 35132
السلام عليكم وجزاك الله خيرا يا دكتور على إجابتك لنا دائما:
أنا كثيرة الوسوسة بأمور العبادة، وسؤالي عن المذي فإنني عندما أريد الوضوء تكثر الأفكار المسببة للمذي أحاول طردها بجهد عظيم لكن لا أنجح وأحس أنه بطل وضوئي، فأخرج من الحمام إلى أن يتصفى المذي هذا، أن أشك فلا أكون متأكدة دائما، وهكذا فأرجع مرة أخرى فتأتيني أفكار أخرى فأنتظر حتى أيضا يتصفى المذي وأؤجل الصلاة حتى صارت تفوتني الصلوات، فلا أدري ما العمل هل أعتبر نفسي من أصحاب الأعذار في المذي أم ما الحل، بالرغم من أنني في أوقات غير الصلاة لا أجد كمّا هائلا من هذه الأفكار بل القليل منها، فأكاد أجن من هذا الموضوع، وأنا أدري أن طبيعتي ليس هكذا لكن وساوس تلح علي و تلح.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تفرقي بين حالة التوهم وحالة التأكد، فإن كان ذلك مجرد توهم فلا يلتفت إليه، أما إن أحسست فعلاً بخروج المذي ورأيت أثره في الثياب، فقد فسد وضوؤك، وعليك إعادة الوضوء، ثم إن كان ذلك منك مستمراً لا ينقطع بما يكفي للوضوء والصلاة، فتكونين صاحبة عذر، وعند ذلك لك الوضوء بعد دخول الوقت (لا قبله) ولا تنتقض طهارتك بخروج المذي أثناء الوقت، ولك أن تصلي الفرض وما شئت من السنن، فإذا خرج الوقت وجب إعادة الوضوء.
وإذا انتقض الوضوء بطلت الصلاة ووجب إعادتها بعد الوضوء.
الوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
وأرجو أن تكثري من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.