2009-01-03 • فتوى رقم 35137
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ: بنت يتيمة، أبوها متوفي، وليس لها إخوة من الأب، كل إخوتها من الأم.
وأمها متزوجة، وولي أمرها (عمها)، وعمها ظالم لها بشكل كبير، منذ 20 سنة لا يعطيها حقوقها، ولا يعطيها أي شيء من إرثها...
تقدم لها شباب فيهم الخير والبركة، ورفضهم هو لأنه يقول: "البنت ما لها إلا ولد عمها".
يا شيخ: البنت عمرها 20 سنة بالضبط، هل تستطيع أن تسقط الولاية من عمها، ويكون ولي أمرها أمها أو خالها؟
وإذا كانت أمها ولي أمرها، هل تستطيع أمها تزويجها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فولي المرأة في الزواج أبوها، ثم جدها والد والدها، ثم أخوها الشقيق، ثم أخوها لأبيها، ثم عمها ثم ...، وإذا لم يوجد أحد من أولئك، فالقاضي وليها، ولا يحق لها اختيار الولي الذي تريد وتتجاوز الترتيب السابق؛ لأن الشرع هو من حدده، هذا عند جمهور الفقهاء.
وذهب الحنيفة إلى أنه يجوز مباشرة الحرّة البالغة العاقلة عقد نكاحها ونكاح غيرها بنفسها مطلقا كالرجل البالغ، إلا أنّه خلاف المستحبّ، وعليه تملك المرأة أن تلي عقد نكاحها بنفسها، فكذلك تستطيع أن توكل غيرها، من خال أو عم أو..... وبه أخذت بعض القوانين العربية، ولكنني لا أرجح القيام بذلك، حتى عند من أجازه، لما قد يترتب عليه من آثار اجتماعية غير مستحسنة.
وأنصح هذه الفتاة إذا خطبها من هو مكافئ لها مع عضل الولي لها أن ترفع أمرها للقاضي الشرعي ليبت في الموضوع، ولا أنصحها بالزواج بدون ذلك، لما قد يترتب عليها من الضرر.
وأتمنى لها التوفيق والسعادة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.