2009-01-03 • فتوى رقم 35144
أنا متزوج من ألمانية، ولي منها طفل.
وأنا أريد الرجوع إلي وطني لشعوري بحرمانيه، ولأني متزوج من مسلمة في بلدي العربي.
فهل يحاسبني ربي لتركي ابني في البلد الغربية، وللعلم أمه ليست مسلمة، فهل اختار الزوجة المسلمة، أم أختار ابني واستمر في هذا البلد؟
أرجو الرد.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فابنك من هذه المرأة الألمانية أنت مسؤول عنه شرعاً، وستحاسب يوم القامة عما نشأته عليه، وأنت مؤاخذ إن قصرت ولم تحسن تربيته وتوجيهه الوجهة التي ترضي الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم:6].
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، قَالَ الراوي: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) أخرجه البخاري.
وعليه فإن كنت تعلم أنك إن تركته في بلاد الغرب سينشأ على غير الإسلام أو على غير النشأة الإسلامية والأخلاق الفاضلة فعليك أن تصحبه معك إلى بلدك، أو أن تتابعه كل فترة إن غلب على ظننك أنه يكفي ويمكنك ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.