2009-01-03 • فتوى رقم 35150
هل الإلحاح بالدعاء بأن أتزوج شخصاً محدداً(أحبه، مع أنه لم تعد بيننا علاقة) هو أمر مستحب؛ لأن الله يحب اللحوح، أم هو من باب الاعتراض على قدر الله، ويجب أن أكف عن هذا الدعاء؟
وماذا أفعل في أني كلما دعوت أكثر، كلما ازددت يأسا؛ لأنني لا أجد الإجابة، ولست أعلم: هل الإجابة متأخرة أم مدخرة، أم أن الله غاضب عني ولا يستجب لي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع من ذلك، والأولى إن تضيفي: (إن كان في ذلك الخير) فالله تعالى هو علام الغيوب.
وليدع الإنسان وهو موقن بالإجابة، ثم ليرض باختيار الله تعالى وإرادته، فالله هو الحكيم الخبير.
ثم إن العبد المؤمن إذا دعا الله تعالى إما أن يستجيب له في الدنيا، أو يؤخر الاستجابة للآخرة فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه فيقول: عبدي إني أمرتك أن تدعوني ووعدتك أن أستجبت لك فهل كنت تدعوني؟ فيقول: نعم يا رب، فيقول أما أنك لم تدعني بدعوة إلا استجيب لك، فهل ليس دعوتني يوم كذا و كذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك، فيقول : نعم يا رب فيقول: فإني عجلتها لك في الدنيا، ودعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجا، قال : نعم يا رب فيقول: إني ادخرت لك بها في الجنة كذا و كذا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بين له إما أن يكون عجل له في الدنيا، وإما أن يكون ادخر له في الآخرة قال: فيقول المؤمن في ذلك المقام: يا ليته لم يكن عجل له في شيء من دعائه). أخرجه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
وأسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين معه في الدنيا والآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.