2009-01-03 • فتوى رقم 35151
سمعت في الحديث أن الله لا يقبل دعاء من كان ملبسه حرام.
فهل المقصود أن الله لا يستجيب لمن كان المال الذي يشتري به ملابسه حرام، أم أنه لا يستجيب لمن لا يلبس الزي الديني، كالحجاب مثلاً؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطيِّبَاتِ واعمَلُوا صالحاً) وقال تعالى: (يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنى يستجاب له) رواه مسلم.
فقد بين النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ الله لا يقبل إلاَّ طيِّباً، وأنَّ المرسلين والمؤمنين أُمروا بالأكل من الطيِّبات، بيَّن أنَّ من الناس مَن يخالف هذا المسلك، فلا يكون أكله طيِّباً، بل يعمد إلى اكتساب الحرام واستعماله في جميع شؤونه من مأكل وملبس وغذاء، وأنَّ ذلك من أسباب عدم قبول دعائه، مع كونه أتى بأسباب قبول الدعاء، وهي في هذا الحديث أربعة: السفر مع إطالته، وكونه أشعث أغبر، وكونه يَمدُّ يديه بالدعاء، وكونه ينادي الله بربوبيَّته، مع إلحاحه على ربِّه بتكرار ذلك، ومعنى قوله: (فأنَّى يُستجاب لذلك) استبعاد حصول الإجابة لوجود الأسباب المانعة من قبول الدعاء.
وكذلك من موانع استجابة الدعاء ارتكاب المحرمات وترك الواجبات، ومن هذه المحرمات ترك ارتداء الفتاة البالغة للحجاب أمام الرجال الأجانب عنها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.