2009-01-05 • فتوى رقم 35204
منذ مدة والشعور بالحسد -ليس حسد الغبطة- ينتابني، ولا أعرف كيف أتخلص منه.
فأنا لم أكن يوماً هكذا، ولكن هذه الحالة الطارئة باتت تزداد سوءاً مع الأيام، فعلاوة على الحسد أشعر أحياناً بأن الله غير منصف بحقي، وأعلم أن هذه الأفكار محرمة، ولكنها تدور في خاطري.
فهل أحاسب عليها، وكيف أتخلص منها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحسد المذموم هو تمني زوال النعمة عن الغير، وهو منهي عنه شرعاً.
ويزول بالغبطة وهي أن يتمنى الإنسان مثل ما عند الغير من نعمة، ويسأل الله تعالى ذلك، دون أن يتمنى زوال هذه النعمة عن الغير.
فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا حسد إلا في اثنتين، رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق، فقال رجل ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل).
وروى النسائي في في عمل اليوم والليلة، والحاكم عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق).
وروى أبو يعلى في مسنده والبيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أنعم الله تعالى على عبد نعمة من أهلٍ ومالٍ وولدٍ فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فيرى آفة دون الموت).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.