2009-01-08 • فتوى رقم 35292
السلام عليكم, أنا فتاة في الـ18 من عمري، عندي مشكلة، لا أطيق أمي أبدا، أكرهها وعندي سبب لذلك، لا أحب سماع صوتها ولا الجلوس معها في نفس الغرفة، لم تخف علي وأنا صغيرة, تركتني في البيت مع العامل الذي تثق فيه, ذهبت لمشوار، تعرضت للتحرش بسبب إهمالها، كانت تمر بظروف صعبة مع أبي وأنا أعترف, ولكن أنا ابنتها الوحيدة, فقدت عذريتي ربما, لا أذكر التفاصيل كنت 6 أو 7 سنوات، وسؤالي هو, هل سيعاقبني ربي لكرهي لها؟
وهل من الممكن أن تعطيني إيميل مستشارة بنات لكي أراسلها؟
وشكرا. وعليكم السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلاشك أن أمك قد قصرت وأهملت، وحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسني لأمك قدر إمكانك وتحاولي برها بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، قال تعالى في حق الأبوين: (( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)، فتذكري وصية الله بالوالدين يزول ما في نفسك ضدها، وتذكري حنوها عليك وتربيتها لك في صغرك، فعليك أن تحاولي جهدك أن تغير مشاعرك تجاه أمك، والإلحاح في دعاء الله تعالى أن يزيل ما في قلبك من مشاعر نحوها، وأن يبدك غيرها أحسن منها، وأرجو أن يزول الكثير من هذه المشاعر، وأنت بعد ذلك تحاسبين على الأفعال لا على المشاعر التي لا تستطيعين تغييرها، أسأل الله تعالى أن لا تحرمي من بر أمك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.