2009-01-08 • فتوى رقم 35305
معاملة والدي لأمي ولنا سيئة جداً في أغلب الأحيان، وإخوتي وأخواتي يشتكون من سوء معاملته، وهو مستمر علي هذه الحالة مند سنتين تقريباً، ولا نعرف كيف يكون تصرفنا تجاهه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى الأب أن يحسن معاملة أولاده ويعينهم على بره، وكذلك يحسن معاملة زوجته.
ولكنني أندب الأولاد في حالة تقصير الأب إلى نسيان كل ما يكون من والدهم، والتصرف معه بما يمليه عليهم ضميرهم الحي، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، كما أنصح الأبناء بأن يحسنوا لأبيهم قدر الإمكان ويحاولوا بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بهم ضرراً، وإلا كانوا مسيئينً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدينً واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [العنكبوت:8].
ولا شك أن الأب ستتغير معاملته مع أولاده وزوجته إن عاملوه بالحسنى وداوموا على ذلك، ولهم به عظيم الأجر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.