2009-01-08 • فتوى رقم 35318
بسم الله الرحمن الرحيم
أمي امرأة مسنة تبلغ من العمر 82 سنة، وعندها نسيان، وعندما أقوم بوضع الدواء في عينيها تتضجر، فاضطر إلى أن أرفع صوتي عليها خوفاً عليها لأنها مصابة بالماء الأسود، ويجب أن تأخذ العلاج عدة مرات باليوم.
كما أنها في أكثر الأحيان تضع الأشياء في غير مواضعها، مما يؤدي إلى عطل الأجهزة الكهربائية أو كسرها، وأرفع صوتي عليها، ولكني أندم كثيراً عندما أرفع صوتي عليها، مما يجعلني أستغفر الله وأستسمحها وأبقى إلى أن أنام أستغفر الله، وأتمنى رضاها، فهل يعتبر هذا من العقوق؟
انصحوني، ماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بداية أن تستشعري أن في سعيك لبر أمك وكسب رضاها أن فيه لك سعادة في الدارين.
ثم فيه طاعة لله تعالى الذي أمر بطاعة الوالدين والإحسان إليهما وطاعتهما، وعدم عقوقها أو معاملتهما بالغلظة والشدة، قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾ [الإسراء:23]
ولك أن تنبهيها إن فعلت ما يضر لكن بلطف وحكمة ولين وأدب، وتحرصي على رضاها، وتستسمحي منها عما مضى منك تجاهها من غلظة.
وأسأل الله لها الشفاء العاجل، ولك دوام البر والأجر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.