2009-01-11 • فتوى رقم 35370
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يسدد خطاكم و يزدكم علماً و حكمة و أن يبعد عني الشك والوسواس؟
س - ما حكم من أجهضت جنينا بسبب علاقة محرمة وهي متزوجة - مع العلم بأنها من عائلة محترمة ومستورة و مشهود لأهلها بالأخلاق والستر والسمعة الحسنة؟ وما حكم من ساعدها في ذلك بعد أن ـ اشترط عليها مراعاة حدود الله و طلب منها قبل مساعدتها بإلحاح بأن تراعي الشرع والله في ذلك حيث أن عمر الجنين لم يصل للسن التي لا يجوز في كل الحالات أن يجهض - حسب ما نعلم هو 4 شهور .
وللعلم يا شيخ بأنني لست أب الجنين ولا علاقة لي بالموضوع إلا أنه رماني الله به لأن المذنبة طلبت نجدتي لأنها قريبتي وتثق بي - فلم أساعدها إلا بعد علمي بأن الجنين أقل من 4 شهور وأن تسأل أهل العلم والدراية بما يستوجبه الشرع، بل من خوفي من حدود الله طلبت منها ولأنها عازمة وجازمة بعملية الإجهاض بأن تسرع بذلك خوفاً من الوقوع في المحظور وهو وصول الجنين لسن لا تستطيع إجهاضه، وحاشى لله أن نصل لهذا!
وللعلم مهمتي فقط هي أيصالها للمشفى حيث عملية الإجهاض فقط ليس إلا لأنها رتبت كل شيء بلا علم لي - فكانت مهمتي بأن شرحت لأخي الصغير بإيصال هذه المرأة للعلاج و ترجيعها لبيتها بلا علم له بحالتها؟
وللعلم هذه الحالة منذ 5 سنوات و فرحت لما كل شيء تم بستر من الله وتابت هذه المرأة إن شاء الله و شعرت براحة كبيرة لانتهاء الإشكال .لعلي ارتكبت كبيرة من الكبائر بالرغم من أني قصدت الستر و المساعدة مراعياً حدود الله و الله على ما أقول شهيد.
آمل بأن توضح لي ما حكم ما اقترفته هذه المرأة وهي عازمة بلا رجعة على الإجهاض - وما حكمي من الشرع؟ و قد شرحت لك النية و الأسباب؟ مع ملاحظة مهمة بأن المرأة هي خالتي للأسف الشديد. و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ولكن و بعد هذه السنين أصبحت أوسوس وأفكر ليلا نهارا في هذا الحادث و قد ضاقت صدري به ! و يعلم الله كم ندمت و حزنت لما آلت إليه الأمور.
(قبل كتابة السؤال علمت الأن بأن الجنين عمره أقل من 3 شهور ربما شهرين و نصف أو أقل أو أزيد بقليل المهم أقل من 3 شهور جزماً ).
أنا على أحر من الجمر لقراءة الرد الكريم جزاكم الله عنا كل الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبما أن هذا الجنين لم يصل إلى العمر الذي يجمع على حرمة إجهاضه فيه، فأسأل الله تعالى أن يكون لك سعة ويسر، وعلى خالتك أن تحرص وتستمر على التزام التوبة النصوح، وأسأل الله تعالى لها الغفران.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.