2009-01-12 • فتوى رقم 35379
السلام عليكم ورحمه الله.
أنا أسال عن حياتنا هذه، هل هي عباره عن قدر نحن نعيش فيه أم أن المشاكل التي فيها هي من أفعالنا، فوالدتى هي خير أم فى تربيتها وفي عطفها علينا، وعلى الناس جميعا فكم بيتا مفتوح بسببها، والله على ما أقول شهيد وتساعد جميع الناس والله فاتح عليها باب للرزق واسع والحمد لله، ولكن المشكله في أختي وأخي الكبير، أمورهم لا تمشي طبعيا، فهم تأخروا جدا في دراستهم الجامعة عن باقي الناس وأخلاقهم سيئة جدا وحتى أختي التي تزوجت بعد مجهود من أمي لم تسعد في حياتها الزوجية، وأخي يتشاجر معها دائما وهي في حيرة من أمرها حتى بدأت تحس أن هنالك خطا من نفسها وأصبحت تحاسب نفسها على كل شيء، وأصبحت حزين جدا جدا جدا وأنا أخاف عليها كثيرا حتى بدأت تخجل من الناس بسبب تصرفات أولادها وأصبحت حساسة جدا، وبدأت تحس أنا الله لا يحبها، ولا يستجيب له، مع العلم أنها تدعو لهم في جميع الأوقات حتى والناس نيام فأنا أسالكم الجواب الشافي لها، وشكرا جزيلا، وجعل الله في ميزان حسناتكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه الحياة دار عمل وابتلاءات واختبارات لا دار جزاء واستقرار، والآخرة هي دار الجزاء، ولابد في الدنيا من أن يسعى الإنسان بالحكمة إلى مواجهة المشاكل التي قد يتعرض لها، وقد تكون هذه المشاكل والابتلاءات تكفيرا لذنوبه أو رفعا لدراجاته (إن صبر عليها ولم يتضجر)، وعليكم جميعا أن تديموا نصح المقصرين منكم والعاصين لله تعالى فتذكروهم بالله تعالى وضرورة بر الوالدين والإحسان إليهما، فإن بر الوالدين واجب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
وعليكم جميعا أن تديموا الدعاء بأن يحسن الله أحوالكم، مع تيقن الاستجابة في الدنيا أو الآخرة، فقد أخرج الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه).
ثم إن العبد المؤمن إذا دعا الله تعالى إما أن يستجيب له في الدنيا، أو يؤخر الاستجابة للآخرة فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه فيقول: عبدي إني أمرتك أن تدعوني و وعدتك أن استجبت لك فهل كنت تدعوني ؟ فيقول : نعم يا رب فيقول أما أنك لم تدعني بدعوة إلا استجيب لك فهل ليس دعوتني يوم كذا و كذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك فيقول : نعم يا رب فيقول : فإني عجلتها لك في الدنيا و دعوتني يوم كذا و كذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجا قال : نعم يا رب فيقول : إني ادخرت لك بها في الجنة كذا و كذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بين له إما أن يكون عجل له في الدنيا و إما أن يكون ادخر له في الآخرة قال : فيقول المؤمن في ذلك المقام: يا ليته لم يكن عجل له في شيء من دعائه). أخرجه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
فما عليكم سوى الاستمرار في دعاء الله تعالى بقلب موقن بالإجابة، مع الإلحاح، خصوصاً في جوف الليل وفي الثلي الأخير منه فإنها ساعات إجابة، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.