2009-01-12 • فتوى رقم 35399
أسرفت يوماً في الطعام، فقررت أن أعاقب نفسي.
ومن ذلك اليوم وأنا آكل الخبز والزيت، إلا إذا نزلت ضيفاً عند شخص ما.
وكان الهدف أيضاً الاقتصاد من أجل توفير سكن لوالداي؛ لأننا لحد الآن نكتري سكناً، وكذا الإنفاق في سبيل الله.
فهل أنا زاهد في الدنيا، أم بخيل؟
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالزهد هو ترك الانخراط في الدنيا والتفكير في الله سبحانه وتعالى وإرضائه على أكمل وجهٍٍ.
ولا حرج على المسلم في استمتاعه بما أحل الله من الطيبات، دون تبذير أو إسراف أو إنفاق في غير ما أحل الله، فقد قال تعالى : ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ [الأعراف:32].
لكن لو زهد بها امرأ من غير تحريم لها على نفسه، وآثر بها المحتاجين من الفقراء والمساكين، وكذا إن أعان بذلك والديه، فله الأجر في ذلك إن شاء الله تعالى، فقد امتدح الله عز وجل الأنصار فقال فيهم: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر:9].
وكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يأكل اللحم وغيره من المباحات من غير إسراف
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.