2009-01-13 • فتوى رقم 35456
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة، ولدي طفلين، وزوجي دائماً يهزأ بي، مع العلم أني أستاذة في الجامعة.
ولما أريد استفساراً لهذا يقول لي دائماً: أنا أود المزاح فقط، ويكرر ذلك دائماً أمام عائلته، ويجعلهم يضحكون علي، حتى جاء اليوم الذي اشتكيته لوالدتي، فقالت له: تريد اللعب مع زوجتك لا حرج، لكن تجعل أهلك يضحكون عليها، فهدا لا يقبل.
فخاصمني وصرخ في وجهي قائلاً: أنا كرهتك، ولا أود أن أنظر إليك الساعة، فاغربي عن وجهي.
سيدي الفاضل: ماذا أفعل؛ فإنه هجرني لمدة 15 يوما، حتى تجاوز الفترة التي أستطيع أن أكون فيها حاملاً، وبدأ يتكلم معي، لكن في حدود المعقول، يعني لا أسمع منه أي كلمة طيبة.
انصحني يا سيدي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالسخرية من الآخرين محرمة وممنوعة بنص كتاب الله تعالى، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات: 11].
فعلى الزوج أن يكف عن ذلك، وعلى الزوجة أن تحسن التبعل لزوجها، وتطيعه في غير ما معصية.
وأرشدك الآن إلى أن تصبري على ما يكون من زوجك ما دمت قادرة على الصبر، ولتحاولي نصحه باستمرار وتطييب خلقه، وتتحايلي في تغيير طبعه، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولتجتهدي في تحسين خلقك تجاهه أيضاً، وأكثري من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لا سيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة.
علماً أن خير الزوجين من يسامح أكثر، لا من يحاسب.
وأسأل الله تعالى أن يصلح ما بينكما، ويرزقكما السعادة في الدنيا والآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.