2009-01-13 • فتوى رقم 35462
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أدرس في أوكرانيا، وحاولت كثيراً أن أصون نفسي من الوقوع في الزنا، حتى أني عرضت على الفتاة الأجنبية الزواج، وأنا أنتظر رد عائلتها.
وفي يوم اختليت معها في غرفة، وحصل ما حصل، لم أفض غشاء البكارة الخاص بها، بل كانت مجرد مداعبة والكشف عن الصدر.
ما حكم ذلك؛ هل أنا فعلت الكبائر؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته مع هذه الفتاة من عظيم المعاصي، أدى إليه الخلوة المحرمة مع هذه الفتاة، فعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، وهو إن لم يكتمل فيه وصف الزنا الموجب للحد لكنه من مقدماته المنهي عنها بقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
والآن عليك ستر نفسك، وعدم إخبار أحد بما كان منك، فالتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
فمن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن هذه الفتاة إلى أن تعقد عليها بشروط الزواج الشرعية، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، مع ملء الوقت بعمل علمي أو مهني مباح يأخذ الوقت كله.
وإذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.