2009-01-14 • فتوى رقم 35470
أنا وقعت في مشكلة من سنة ونصف وهي أنه أُكِل علي مبلغ كبير من المال وهو33 ألف جنيها، ولم تكن فلوسي بل كانت فلوس جمعية، فاضطررت لبيع كل ما أملك واستلفت وسددت الناس، ولكن الذين استلفت منهم النقود احتاجوا لها، وأنا ليس لي مصدر دخل كبير، فاضطررت لأخذ أكثر من قرض من أكثر من مكان لسداد الفلوس وأصبحت الفلوس تتزايد بزيادة الفوائد، وأخلص من قرض فأدخل في الآخر، ووصل إجمالي المبلغ المستحق علي شهريا للبنوك 5000 جنيها، وأصبح المبلغ المتراكم علي 50 ألف جنيها، وأنا الآن أدور في حلقة مفرغة لا أستطيع الخروج منها، وربنا هداني لأن أبحث عن عمل في الخارج بشهادتي الجامعية، ووفقت لكن لم أتسلم العمل بعد لأن الفيزا تأخد وقتا، فهل أنا علي ذنب لأخذي هذه القروض، وثمن الفيزا للسفر دفعتها من فلوس القروض، هل حرام ذلك؟
أرجو إفادتي مع العلم أني مهددة بالسجن لأن النقود المستحقة لهذا الشهر وبقية الشهور ليس معي إلى أن أتسلم العمل بالخارج.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وما ذكرت ليس منه.
فكان عليك أن تتقي الله تعالى، وتبحثي بجدية عن طريق آخر آمن، مع دعاء الله تعالى بالتوفيق، وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3]، والآن عليك أن تسارعي إلى التخلص من هذه الديون بأسرع ما يمكن، وعدم اللجوء إلى الربا، مع دعاء الله تعالى بالتوفيق، ومع التوبة والاستغفار.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.