2009-01-14 • فتوى رقم 35476
السلام عليكم
أخي قطع كلامي. هل علي أن أبادر لأتصالح معه علما بأنه لا يصلي أم لا حرج علي في ذلك من الناحية الشرعية، و ما رأي الشرع في قطع الكلام عموما مع شخص لا يصلي، هل على الشخص الملتزم هو المبادرة بمصالحة هذا الشخص الذي لا يصلي أم أنه لا حرج في مقاطعة كلامه لكونه لا يصلي جحدا أو تهاونا منه لكون بعض العلماء كفروا تارك الصلاة.
هل علي إثم اذا اغتبت من لا يصلي في سلوك أخلاقه لقوله تعالى "أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا"
هل المراد هنا فقط الإخوة في الدين إذا تابوا وأقامو الصلاة وآتو الزكاة فإخوانكم في الدين؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطيعتها معصية كبيرة، لقوله تعالى :«وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ» (النساء: من الآية1)
وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : ((من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه)) رواه البخاري.
فعليك أن تصلي رحمك ولو كان سبب القطيعة منهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)) رواه البخاري.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: ((لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)) رواه مسلم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام))، أخرجه البخاري.
أما عن تركه الصلاة فعليك أن تواصلي نصحك وأمرك له بالصلاة، وتستمري في تعريفه بأهميتها في هذا الدين فهي عماده، وهي أول ما يحاسب عليه المؤمن من عمله يوم القيامة، روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه َقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:(( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ)) رواه النسائي.
وذكريه بالعذاب الذي أعده الله لتارك الصلاة، وعليك بالدعاء له في ظهر الغيب، ولا تتركي نصحه بالحكمة، ولا تكلفين أكثر من ذلك، قال تعالى لرسوله الكريم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم: (( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) (القصص:56)، ولا يجوز لك أن تغتابيه على أية حال.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.