2009-01-14 • فتوى رقم 35483
بسم الله، والصلاة والسلام علي أشرف خلق الله، سيدنا محمد صلي الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أرسلت من قبل فتوى برقم (35434)، وتم بحمد الله الإجابة من فضيلتكم.
أحب أن أوضح لحضرتك أني بالفعل قمت بصلاة الاستخارة أكثر من مرة، وبالفعل الفتاة استخارت، وبالفعل اتضح أني ما زلت أرغب بها زوجة لي، وهي ترغب بي زوجاً لها، لكن لحد الآن الأهل رافضون.
لكني أريد أن أسأل فضيلة الشيخ: هل لأني أبعد عن البلد الخاص بهم حوالي 3 ساعات، أساس معتبر في الرفض؟
ما حكم حضرتكم في هذا السبب لرفضي، وماذا علي فعله؟
مع أني أعلم أنه كله بيد الله، وأعلم أن الله سيوفقني لو كان في هذا الأمر خيراً لي، ولكن الله يسبب الأسباب.
لذلك أسأل حضرتكم: ما الذي يمكنني فعله، وهل أهل هذه الفتاة عليهم إثم لرفضي لأنهم رفضوني بناءً علي سبب ليس يعيبني أو أهلي؟
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا ينبغي شرعاً رفض الشاب الخاطب إذا توافر فيه الدين والخلق؛ لأنهما أصل كل شيء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)، أخرجه الترمذي.
لكن لا مانع من مراعاة العرف أيضاً إضافة إلى الدين والأخلاق، بأن يكون الشاب المتقدم للفتاة ممن يناسبها وفي مستواها العلمي والثقافي ويناسب عائلتها، على أن لا يكون هناك تشدد في الموضوع.
وأرشدك إلى إن استمر أهلها في الرفض أن تنساها، وسوف يعوضك الله تعالى خيراً منها إن شاء الله تعالى.
وأسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يرزقك السعادة في الدنيا والمقام العالي في الآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.