2009-01-18 • فتوى رقم 35546
السلام عليكم
أنا شاب تجاوز عمري الثلاثين، ولقد من علي الله بالهداية وأداء فريضة الحج حديثاً ولله الحمد.
قصتي أنني تعرفت على فتاة منذ ما يفوق 5 سنوات وكنا في علاقة محرمة معاً، وكنا غافلين عن عواقب ما نحن فيه، إلى أن توصلنا لقرار السنة الماضية أنه لا بد وضح حد لهذا، و ترك كل المحرمات والسعي إلى ما هو فيه خير لنا – إما بالزواج أو بالابتعاد عن بعض، علماً بأن الفتاة فاتحتني بموضوع الزواج من قبل وكنت دائماً رافضاً لهذه الفكرة لعدة أسباب أولها كوننا في علاقة محرمة وما يتبعها من أعمال وأفعال وثانياً كنت في قناعة أنه إذا فاتحت أهلي بهذا الموضوع فلن يقبلوه، و مع ذلك استمرينا في العلاقة، فقررنا السعي بموضوع الزواج وصليت صلاة استخارة وعزمت أن أفاتح أمي بهذا الموضوع و بعد أن فعلت لم أصدم برد أمي وعدم تقبلها للفكرة – فكان السبب عند أمي عدم التكافؤ في النسب ولوجود اختلافات بين العائلتين من حيث الحالة الاجتماعية والفكرية، فكان رد أمي في ذلك الوقت أن الفتاة لا تناسبني، فقمت بإبلاغ الفتاة بالرد وأدى ذلك إلى سوء الوضع بيني وبينها ووصفت أمي بالتكبر ومرت بضعة أشهر ولم أفاتح أمي بالموضوع إلى أن فاتحتها مرة أخرى بعد أن سمعتها أمها وهي تكلمني فكان موقف الفتاة صعبا تجاه والدتها ولا أريد أن تتأثر علاقتها بوالدتها فقدمت مرة أخرى وبعد إلحاح أقنعت أمي بأن لا تتخذ قرارا بدون علم ومعرفة وطلبت منها على الأقل أن تكلم أم الفتاة أو أن تقوم بزيارتهم للتعرف ولكن أمي رفضت و قالت أنها لا تريد أن تقوم بذلك وتخطو هذه الخطوة باعتبارها رسمية، وبعد نقاش وافقت أمي على أن تقابل الفتاة في جو غير رسمي لمحاولة التعرف عليها والتحادث معها، إما أن تدعوها للزيارة في البيت أو مقابلتها في مكان عام (مكان عمل أمي). بعد إبلاغي للفتاة بما حدث رفضنا فكرة اللقاء في البيت ووافقنا على المقابلة في مكان عمل أمي. وبعد أن تمت المقابلة، تأكد الرفض عند أمي وقالت لي أنها آسفه ولا تستطيع أن تتقبل فكرة زواجي منها وعندما طلبت منها الأسباب ذكرت ما ذكرته بالسابق عن عدم التوافق بيننا وبين أهلها. ومنذ ذلك الوقت والوضع يزداد سوءا بيني وبين الفتاة، علماً بأني أحب هذه الفتاة وأهتم لأمرها ولا أريد لها مكروها وبالوقت نفسه أريد أن أرضي والدتي ولا أعصي أمرها. وبعد فترة حاولت محاولة أخيرة وقررت أن أفتح هذا الموضوع بوجود أبي لآخذ برأيه وكان رده مقارباً لما قالته أمي بكون الفتاة غير مناسبة من حيث التوافق بين العائلتين، علماً بأني والحمد لله بار بوالدي وأحاول إرضاءهما بكل استطاعتي ولا أتحمل فكرة أن أخطوا خطوة بعدم رضاهما وموافقتهما ولكن مازلت في حيرة من أمري ولا أدري ما أفعل في هذا الخصوص. أرجو منكم الإفادة والنصح وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أخطأت وارتكبت المحرمات بعلاقتك المحرمة مع هذه الفتاة التي لا تحل لك، وعليك أن تكثر من الندم والتوبة والاستغفار وتستخير الله تعالى في زواجك من هذه الفتاة، وتبتعد عنها نهائيا مادمت أجنبيا عنها، فإن اطمأن قلبك بعد الاستخارة إلى الزواج منها لتوبتها، فأنت بعد العقد الشرعي عليها (لا قبله) زوجا لها يحل لك منها ما يحل للزوجين، فاتق الله تعالى بقطع المحرمات والبعد عنها، وعليك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.