2009-01-17 • فتوى رقم 35557
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو منكم الإجابه علي سؤالي؛ فأنا في هم شديد من أمري.
أحب أهلي كثيراً، وقد حدث أني قد عرفت بنتاً علي قدر عال من الخلق، وطلبت منهم ان يزوجونيها، ولكنهم رفضوا رفضاً قاطعاً لفارق المستوى الاجتماعي، مع العلم أني أحببت هذه الفتاة حباً جماً لخلقها وأدبها وجمالها.
وقد تأثرت كثيراً، وقاطعني أبي، وحدثت مشادات كثيرة بيني وبينهم، ولكن بعد حوالي 6 أشهر وافقوا بناء على رغبتي، و حتي يرضوني.
وزوجوني، وأعطوني المال والشقة، ولكن زوجوني بناء علي رغبتي، بعد أن عانوا مني ومن تمسكي بهذه الفتاة، وقالوا لي: إنهم سيسامحوني علي زواجي، وإنهم يفعلوا ذلك لكي يعفوني، وابتغاء لمرضاه الله؛ لأنهم لا يريدوا أن يصيبني شيء من فتن النساء، وكانت علاقتي بهم علي خير حتى شهر من زواجي.
إلي أن جاء الوقت الذي تزوج فيه أحد من أقربائي فتاة من أسرة عريقة، وتوالت الزيجات في هذه الستة أشهر، وكلها لأناس في مستوى اجتماعي عالي.
وهم الآن يرون أنهم فرطوا، وقاطعني أبي نهائياً عن الكلام منذ 4 أشهر، وأمي أيضاً كل حين وحين تقول لي عن مدى حزنها وهمها، وطلبت مني أن أطلق زوجتي، وإلا فإنها لن ترضي عني أبداً، ولن يخاطبني أبي أبداً مدى حياته.
وأنا الآن تزوجت هذه الفتاة، والحق أني لم أر منها شيئاً سيئاً أحاسبها عليه، حتي إني والحمد لله أجد منها طاعة كاملة والحمد لله، وتحاول بكل الطرق إرضائي، ولم أجد حتي ما أستمسك به وأقول لها إنه سبب لأطلقها.
أرشدوني بالله عليكم، علمت أن رضاء الوالدين من رضاء الله؛ فهل الله غاضب عني الآن، وماذا أفعل حتي يرضوا عني، والله أحاول بكل الطرق، ولكن لا فائدة.
ماذا أفعل: هل أطلقها وأنا أحبها وتحبني، ولم أجد منها ما يسوؤني، وهل الله راض أم ساخط عني لسخطهما؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تتودد لوالديك وتبرهما وتحاول طلب رضائهما بكل الوسائل الممكنة، ولا تمل من ذلك أو تتضجر، ففي ذلك رضا ربك، وسعادتك في الدارين.
فإن فعلت فإنك لا تكلف أكثر من ذلك، وليس لهما أن يطلبا منك تطليق زوجتك الصالحة، ولا تعتبر عاقا ًبعدم تطليقها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.