2009-01-17 • فتوى رقم 35558
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا شابة أبلغ من العمر 18 سنة، وحدثت لي قصة عندما كان عمري 13 سنة؛ حيث كانت لدينا مشاكل عديدة، فقام أبي بترحيلنا إلى مدينة تبعد عن مدينتنا بحوالي 100كم، لا نعرف أي شخص هناك، ولكن مع الوقت تعودنا، ولكن قليلاً، فعرفت أمي نساء يتعلمن الخياطة، وأصبحن صديقاتها.
وفي يوم من الأيام أخذتني أمي عند صديقتها، فلما رفضت أخذتني أختي بالغصب خوفاً علي، واعتقاداً أنهم سيحموني، فقامت صديقة أمي بإحداث 7 أخداش في ركبتي بشفرة الحلاقة، وقدمت لي 7 أحجار سكر، أضع السكر على جرح فيمتلئ بالدم، آكله ثم أضرب الجدار برجلي، وأقول: "أنا حيط وابن الناس خيط"، أي أنا جدار قوي، وابن الناس خيط ضعيف، وتستمر العملية مع 7 أحجار السكر الأخرى.
والهدف من هذه العملية في اعتقاد صديقة أمي حماية البنات إذا تعرضن للاغتصاب، وظاهرة الاغتصاب والاعتداء على الفتيات كانت منتشرة في ذلك الوقت.
أمي ندمت على فعلتها، وأختي كذلك، وأدركا أنهما كانا على ضلال كبير، وأنا كنت صغيرة خائفة، ولا أعرف كيف أفكر، وبالخصوص أنها كانت عملية سرية بين نساء المدينة فقط.
ولكن المشكل أن هذه المرأة قالت لي: إذا أقبلت على الزواج تعالي أفك لك هذا العمل، أنا لم أصدقها، ولكن خشيت أن يحدث لي شيء ليلة العرش.
وهذه المرأة هي التي وسوست على أمي في يوم من الأيام على السحر، وهذا لكي يرجعنا أبي إلى مدينتنا، مع العلم أننا كنا نملك محلاً باهظ الثمن، وفي أحسن الأماكن في المنطقة.
والآن قبل أن نروح باع كل ما يملك ليسكن، وأنا اليوم في بيت كراء، ولحد هذا اليوم نحن في الكراء وبدون بيت، وأمي تجهل ما السحر، وكذلك عواقبه، ولكن كانت تسمع أنه حرام، ولكن مع المشاكل لم تكن واعية، وأختي الكبرى متزوجة، وكانت تسرق المال من زوجها لتعطيه للساحرة.
والآن نحن كلنا تبنا توبة نصوح، وعقدنا العزم أن لن نرجع لهذا الحرام أبداً.
فهل سيغفر لنا الله كل هذه الزلات والكبائر، وما الحل؟
من فضلكم انصحونا وأرشدونا إلى السبيل الأصح.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد ورد الوعيد الشديد في من أتى كاهنا أو ساحراً فصدقه فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(من أتى عرافا فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوماً). رواه الإمام أحمد.
فعلى من فعل ذلك أن يبادر يالتوبة إلى الله تعالى، وذلك بالاستغفار والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة لمثله في المستقبل.
وعلى أختك أن تجتهد في إعادة ما أخذت من مال زوجها دون علمه لتعطيه للساحرة، تفعل ذلك لو على مهلها، ولا يشترط إخبار زوجها بما كان منها، ولا تبرأ إلا بذلك.
أو أن تخبر زوجها بما كان منها سابقاً من أخذها من ماله دون علمه فيسامحها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.