2009-01-18 • فتوى رقم 35576
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد: فأنا أعرف شخصان اثنان، يكبر أحدهما عن الآخر بعشرين سنة، وكلاهما ملتزم، ويحافظان على الصلوات في المسجد، علماً أن الكبير ذو مستوى في العلم والعبادة، وكان سبباً في التزام الصغير، وكل منهما يحب الآخر بشكل كبير.
وفي الآونة الأخيرة رأيتهما يقبلان بعضهما من الفم، وذلك داخل المسجد، دون شك بانهما يفعلان شيئا منكراً، وأنا أعرفهما جيداً، كلاهما متعبد صالح.
فما حكم تقبيل الأشخاص من الجنس الواحد عن طريق الفم، علماً أن النية حسنة -حسب قولهم-.
ارجو الإفادة؛ لأني لم أستطع إنكار الأمر بسبب افتقاري للدليل.
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز تقبيل الرجل الرجل ولا المرأة المرأة على الفم، ولا يباح ذلك لغير الزوجين، سواء عن شهوة أو بدونها، وإن كان عن شهوة كان أشد إثما.
فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن معاكمة أو مكاعمة المرأة المراة ليس بينهما شيء، أو معاكمة أو مكاعمة الرجل الرجل في شعار ليس بينهما شيء.
قال الزيلعي في نصب الراية: "قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالْمُكَاعَمَةُ: أَنْ يَلْثِمَ الرَّجُلُ فَاهَ صَاحِبِهِ، مَأْخُوذٌ مِنْ كَعَامِ الْبَعِيرِ، وَهِيَ أَنْ يَشُدَّ فَاهُ إذَا هَاجَ".
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.