2009-01-19 • فتوى رقم 35610
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا طالبة أبلغ من العمر 15 سنة مريضة بالوسواس منذ 8 أشهر تقريبا، وقد كانت وساوسي تتطور حتى بلغت أقصاها، فأنا موسوسة في كل شيء: الصلاة، الصوم، الغسل، الأكل، الاحتلام، أمور دينية: النجاسة في الثياب .... في كل شيء سيدي، وقد مرضت نفسانيا، ولكنني الآن صابرة، وتحسن حالي قليلا لأنني سوف أجد حلا إن شاء الله تعالى لهذا المرض، المهم كي لا أطيل عليك سأدخل في الموضوع: أنا أعاني من شهوة مفرطة، وأمارس العادة السرية كثيرا رغم أنني أعرف أضرارها، وقد فشلت كثيرا في محاولة الابتعاد عنها، المشكلة هي أنني مارست هذه العادة الخبيثة وسوف أجتاز امتحان لمادة التربية الإسلامية، ويجب أن أحفظ آيات قرآنية وأدونها و...و... وقد مارستها على أنني سوف اغتسل عندما يقترب وقت هذا الاختبار لأنني حسب ما قرأت في بعض المواقع أنه لا يجوز أن أكتب أو أحفظ أو أحمل أي شيء به آيات قرآنية لكنني كنت أشك في صحة تلك المعلومات لأنني كنت أقرأ مجموعة من الفتاوى وقد اختلطت علي، المهم اقترب وقت الامتحان وأريد أن أعرف الجواب الشافي: هل يمكنني أن أحفظ آيات قرآنية مدونة في كتب مدرسية وفي دفاترها؟ وهل يجوز لي أن أحمل تلك الكتب التي بها آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، ودروس أخرى، وهل يجوز لي أن أدون بعض الآيات القرآنية في دفاتير التهيؤ لأنها سوف تراقبهم، فانا الآن على جنابة، ولم أغتسل لعدة ظروف أنني كنت مريضة وبعد ذلك فاتني وقت الامتحان ولم أحضر له، السبب الثاني أنني كنت سوف أغتسل وبدأت أنظف الحمام جيدا وبدأت أمي تطرح علي أسئلة تجرحني: هل رجع إليك الوسواس؟ أسرعي.... وانهرت بكاءً وصراخا ولم أغتسل فقد ضقت لتلك الأسئلة ولم أحضر لتلك الحصة علما أن ذلك الامتحان شفويا وأستاذة (المدرسة) المادة لا تأخد كل التلاميذ بل تختار مجموعة فقط كل حصة، وأنا كنت أتغيب كي لا أكون ضمن مجموعة ستختارها، والمشكلة العظمى أنه نزل مني دم الحيض، وأنا على جنابة ولم أغتسل قط، فماذا أفعل في شأن هذا الامتحان، وعلما أيضا أنني كنت أمارس العادة السرية وأعرف أن وقت نزول دم الحيض قد اقترب ولم أغتسل.
أرجوكم أريد الجواب قبل يوم الاثنين فلا أحد سيساعدني غيركم، أرجوكم وسأضيف سؤالا: هل يجوز لي عندما تطلب منا أن نختار نحن أن نستظهر القرآن أم لا ؟ أي لو لم تدخلني في مجموعة وأنا أختار نفسي كي أرتاح من ذلك الامتحان، هل يجوز لي أن أختار نفسي أم أنتظر حصة أخرى؟
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أتمنى أن يكون الرد في أقرب وقت ممكن قبل يوم الاثنين.
أرجوكم وجزاكم الله ألف خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
وأرجو أن تكثري من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
وبعد الجنابة عليك أن تغتسلي، ولك بعد الغسل أن تقرئي القرآن وتمسي المصحف وتكتبي الآيات وتدونيها وكل شيء من هذا القبيل...ثم إن انتقض وضوؤك فليس لك أن تمسي المصحف إلا بعد أن تجديد الوضوء، هذا كله قبل الحيض فإن نزل دم الحيض، فإمرار القرآن على القلب دون التلفظ به في اللسان سراً أو جهراً لا مانع منه للحائض.
أما قراءتها للقرآن ولمسها للمصحف فعامة الفقهاء على أنها تمنع منه حتى تطهر من حيضها، وهو الأحوط في نظري، وأجاز المالكية لها قراءة القرآن من غير أن تمس المصحف إلا بحائل كالقفازين، ولك أن تأخذي بمذهب المالكية من أجل الامتحان.
والعادة السرية ممنوعة شرعاً للذكر والأنثى، المتزوجين وغيرهم، لأضرارها النفسية والجسدية، إلا أنها باللمس أشد ضرراً، وإذا نزل بها المني يجب الغسل، وإلا فلا.
وأفضل طريقةٍ للتخلص منها الصوم، ثم الزواج، وملء الوقت بأعمال مباحة مفيدة نافعة تأخذ الوقت كله كالقراءة والمهنة...، مع مراقبة الله تعالى وغض البصر عما حرم الله، والابتعاد عن الأساب الداعية إليها، وإعلان الضعف والعجز بين يدي الله تعالى، وطلب العون والثبات منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.