2009-01-19 • فتوى رقم 35614
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عندي مشكلة، وهي أن أمي أحياناً تجلس للتكلم معي، وتفضفض لي، فيكون في كلامنا بعض الغيبة لبعص الأشخاص، وأنا لا أستطيع طبعاً أن لا أجاريها فيما تقول.
أرجوك شيخي الفاضل؛ ما الذي علي فعله؟
وجزاك الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك إن كنت جالسة مع والدتك وبدر منها غيبة لأحد من الناس أن تنصحيها، وتبيني لها حرمة ذلك، لكن بلطف وأدب رفيعين، وأن الله تعالى سيحاسبها عن ذلك يوم القيامة.
وليس لك الاستمرار في الإصغاء لها حين تغتاب، إذ أن المغتاب والمستمع شريكان في الإثم، بل ذكريها بالأحاديث والآيات التي تحذر من الغيبة، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحجرات: 12].
وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين؛ فقال: (إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير؛ أما أحدهما فيعذب في البول، وأما الآخر فيعذب في الغيبة) أخرجه ابن ماجه.
وأسأل الله تعالى أن يوفقك لبر والدتك ونصحها بحكمة، وأن تستجيب لنصحك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.