2009-01-20 • فتوى رقم 35625
السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته
سيدي الكريم أنا لا أبحث عن " رخصة " في مجال العمل بالبنوك على الإطلاق " (البنوك الربوية)، ولكني تعبت وتهت من كثرة الفتاوى في مدينتي حلب باختصار فهناك عدة أئمة مشهود لهم بالتقوى والصلاح والورع قد بينوا لي لدى حصولي على عقد عمل في الإمارات أن العمل في بنوك ربوية محرم قطعاً حيث لا يجوز العمل فيه ولا الأكل من ماله أياً كانت الوظيفة ولو كانت "بواباً " على ذلك البنك كون راتبي هو من أرباح ذلك البنك والأرباح محرمة نتيجة " ربا " الأموال أما الاسلامي فجائز
أنا ألغيت عقد عملي بناء على فتاوى من هذا الأمر، والآن انقسم المؤيدون من أسرتي والمعارضون وأنا في حيرة من أمري .. وجدت في موقعكم سؤالاً مشابهاً " يبيح " العمل في الأمور الإدارية للبنوك الربوية فهل أنا قد أخطأت في " تزمت " ووقعت في " تشدد " وآذيت نفسي بالامتناع عن القبول بعقد العمل أم أن للأمر جوانب أخرى ونفس الأمر ينطبق على شركات التأمين؟
أقول لنفسي دوماً من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ولكن عندما عرضت وجهة نظري أن أبقى بدون عمل علماأني أدرس الاقتصاد وأن أتوظف في منشأة ربوية فكان الجواب " بالاجماع " عبر النت وعبر الفتاوى المباشرة هنا في حلب - أن البقاء دون عمل أفضل من العمل في ما يغضب الله ورسوله ولا مكان هنا لـ" الضرورات تبيح المحظورات "كوني أعيش في بيت والدي ولا مسؤولية تجاه أحد سوى نفسي ولكن الوضع المادي تعيس وأتتني الفرصة بعد جهد طويل وأمل انتظار مؤلم وبالنهاية تركتها مكرهاً لاني لأ أطيق الوسواس الذي بداخلي وهو يقول لي " مالك حرام وطعامك حرام فأنى يستجاب لك " ..
وفقك الله أن تجيبني بما هو الفيصل في هذه المعضلة فأنا في حيرة من أمري هل أعاود الاتصال والمراسلات مع البنوك الربوية أم ابتعد مطلقاً عنها ولو أتتني أرفضها؟
أكرر أني لا أبحث عن " رخصة " في هذا المجال ولكن صدقاً قد " ضعت " .
والسلام عليكم ورحمة الله .
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أصبت بترك العمل في البنوك الربوية، ولست بذلك متعنتا ولا متشددا، ولكن متبعا للحكم الشرعي الصحيح إن شاء الله تعالى، وسيعوضك الله خيرا إن شاء الله تعالى، أما عن حكم العمل في البنك الربوي فالعمل في البنك الربوي إذا كان فيه تماس مع الربا مباشرة كالمحاسب والجابي والمدير العام و... فيحرم، لما فيه من المشاركة في العملية الربوية، وإن كان لا علاقة له بالربا مباشرة، كالحارس والخادم فيكره ولا يحرم، والكراهة سببها تقديم العون للمرابين.
_وأنصحك أن تبحث عن عمل آخر غير هذا العمل، وأسأل الله تعالى أن ييسر لك من العمل مالا شبهة فيه، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
_ والتأمين اختلف الفقهاء المعاصرون في حكمه مطلقاً، فذهب البعض إلى إباحته بكل أنواعه إذا خلى عن الربا، وذهب البعض إلى تحريمه بكل أنواعه، وذهب البعض إلى تحريم التأمين التجاري وإباحة التامين التعاوني إذا خلا عن الربا، والراجح عندي تحريم التأمين كله، وحكم العمل في شركات التأمين كحكم التأمين نفسه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.