2009-01-20 • فتوى رقم 35633
منذ عام وأنا أعذب أحس بأني قد كفرت وأرجو منك مساعدتي وجزاكم الله كل خير.
أنا من دولة أفريقية وقد ضاق بي الحال وقررت الذهاب إلى إحدى الدول الأوربية لأنني سمعت بإمكانية العمل والدراسة وقد تشجعت للفكرة لأنني أنوي الزواج
بدأ كذبي عند ذهابي إلى السفارة وقلت بأنني ذاهب في رحلة عمل، وبهذا حصلت على الفيزا علما أنني من غير ذلك لا يمكنني الحصول عليها، وصلت إلى تلك البلد وهناك نصحونى بالتقديم للحصول على اللجوء السياسي بحجة أن المكان الذي أتيت منه منطقة حرب وأني اعتقلت من السلطات، وعلى هذا تمكنت من الحصول على الأوراق خلال 3 شهور، والغريب أني كنت أكثر من الصلاة وقيام الليل طيلة هذه المدة وعند حصولي على أوراقي بسرعة كنت أشكر الله كثيرا، الآن أحصل على إعانة شهرية تسمى إعانة البحث عن عمل، ويقومون بدفع إيجار السكن، و لكن هي ليست بالكثيرة، وأغلب أصحابي هنا بتسلمون هذة الإعانة ويعملون في أعمال ثانية ولا يقومون بإخطار مكتب العمل خشية إيقاف الإعانة وإيجار المنزل لأن عائد العمل لوحده لا يكفي أولا لعيش والسكن وغير مستقر، ثانيا أنا لا يمكن أن يوفر أي شيء منه، أنا أريد أن أتوي وإذا اعتمدت على الإعانة لوحدها يكون من المستحيل أن أوفر وإن وجدت عملا، أيضا لن أستطيع التوفير لأنهم سوف يقومون بقطع الإعانة ودفع إيجار منزلي، الآن أنا في صراع لأني وجدث عملا، ويمكن أن لا أخطرهم حتى أتمكن من التوفير للزواج، ولكن فى الوقت نفسه لا أريد أن آكل حراما، ورفضت ولكن كل أصحابي يقولون لي أنه من الأول أنت كذبت، ويقولون لي: ارجع إلى بلدك اذاً، أنا والحمد لله مواظب على صلواتي وصيامي وأحاول الآن الالتحاق بجامع المدينة هنا حتى أقوم بتدريس القرآن الكريم عسى أن أكفر عن أكاذيبي.
أرجو أفيدوني، وجزاكم الله كل خير.
هل أترك كل هذا وأرجع لبلدي؟ وهل إن التحقت بعد زواجي باحدى الجامعات هل في تعليمي منفعة؟ هل في نصح الأجانب بالاسلام فيه لي أجر، وأنا كاذب من الأول؟
أنا والله في صراع هل أقبل فرصة العمل الآن، وولا أخطرهم حتى أتمكن من إتمام زواجي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا شك أنك أخطأت في كذبك وغشك، وعليك أن تصلح ما أفست جهد الاستطاعة، ولا تأخذ ما لا يحق لك بحسب القانون، قال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3]، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.