2009-01-21 • فتوى رقم 35672
جزاكم الله خيراً وزاد في علمكم.
لدينا والدة كبيرة في العمر، نحسب أنفسنا أننا بارين بها قدر استطاعتنا.
أنا أعمل خارج بلدي في السعودية، وهي تقيم مع أخواتي في بيت العائلة، وأقوم على نفقتهم بأحسن حال.
المشكلة أن الوالدة -أمد الله في عمرها- كثيرة النسيان بحكم كبر سنها، ودائماً تشتكي أنها مريضة، ودائماً نعرضها على أمهر الأطباء، ولكن بعد يوم أو يومين تعاود نفس الشكوى، وتصر على أن نعرضها على الطبيب، وكل مرة ُيكتب لها أدوية.
الأطباء الأمناء يقولون أن ليس لديها شيء غير الأمراض العارضة البسيطة، وينصحون بعدم تناولها للأدوية الكثيرة، بحكم أن للأدوية مضاعفات أخرى، قد تسبب لها أمراض في المعدة أو القلب.
المشكلة أنه إذا لم يجر لها الطبيب تحاليل وصور أشعة ويكتب أدوية فهو في نظرها لا يفهم، ولا ترغب في العودة له، حتى لو كان من أشهر الأطباء.
هل إذا منعناها من التردد في حال أنه ليس بها مرض، نكون غير بارين بها؟
تأكد يا شيخنا أننا نحاول أن نحافظ على صحتها من كثرة تناول الأدوية، وأن نداوم فقط على الأدوية التي يجب أن تتناولها كما ينصح بها الأطباء الأمناء منهم.
مع العلم أنها كثيرة الدعاء لنا، ودائماً تتفاخر ببرنا لها، ولكن تمر عليها أوقات كثيرة يتملكها النسيان، ومرات نكون رجعنا من عند الطبيب، ولا تمر ساعات إلا وتعاود الشكوى، وتصر أنها لم تر الطبيب منذ شهر.
نحن في حيرة من أمرنا، نشهد الله أننا لا نتركها تطلب شيئاً، بل نأتيها بما تحتاج قبل طلبها، ولكن حفاظاً على صحتها نخشى إن أطعناها بكثرة الذهاب للأطباء أن يكون الضرر أكثر.
أفيدونا، بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليكم أن تمنعوها عما يضرها بلطف ولين وحكمة وحيلة، وتبينوا لها وجهة نظركم وما يذكره الأطباء المهرة فيما تذكر من حالها.
وحاولوا أن تملؤوا فراغها بما يسرها، وترضي الله تعالى به، ولا يضر بها.
ولا تكلفون أكثر من ذلك إن شاء الله تعالى.
وأسأل الله لوالدتكم الشفاء، ولكم دوام البر والأجر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.