2009-01-22 • فتوى رقم 35673
السلام عليكم
أرجو منك نصيحة لزوجي، عمره الآن يقارب الـ 53، ولا يستيقظ على صلاة الفجر، ولا يضع على القنوات الدينية، ويبارك لإخوته بأعياد ميلادهم، مع العلم أنه لا يقطع فرض صلاة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع من أن يحتفل المسلم بذكرى عزيزة عليه بطريقة لا منكرات فيها، ومن ذلك ذكرى ولادته، أو يهنئ غيره بذلك، بشرط أن يكون بطريقة لا تقليد فيها للأجانب، وأن لا يعتبر ذلك مناسبة دينية.
ثم إنه يحرم تأخير صلاة الفجر حتى خروجها عن وقتها، فعليك أن تنصحي زوجك بحكمة ولطف، وتذكريه بقول الله عز وجل: ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين﴾ [آل عمران:142], وأنه لا بد للمؤمن من الجهاد, وأول أنواع الجهاد وأكبره جهاد النفس، فعليه أن يجاهد نفسه على القيام لأداء صلاة الفجر في وقتها، ويستعين بالله، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لمرضاته.
ثم عليه أن يستعين على ذلك بالنوم باكراً حتى يتمكن من القيام على صلاة الفجر في وقتها، ويحرم عليه السهر بعد العشاء إذا علم من نفسه أنه يمنعه من أداء الفجر في وقتها، أي قبل طلوع الشمس، ويأثم إن بقي على هذه الحالة، فصلاة الفجر بعد نهاية وقتها بطلوع الشمس تعتبر قضاء ولو كان ذلك قبل أذان الظهر من نفس اليوم، لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً﴾ [النساء:103].
فإن حصل أن اضطرر إلى السهر أو لم يستطع النوم باكراً يوماً ما، فعليه القضاء عقب الاستيقاظ من النوم بعد ارتفاع الشمس، لحديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فإن ذلك وقتها) رواه الدارمي وغيره.
ولا تكلفين فوق ذلك معه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.