2009-01-23 • فتوى رقم 35761
أعرض على حضراتكم مشكلتي، وأدعو الله أن أجد عندكم إجابة لفتواي.
كنت مني عامين تقريباً قد استفتيت "دار الإفتاء المصرية" عن استعمال الفيزا كارت، وأجابوني بأنه يجوز لي التعامل بها، ولكن بشرط أن أسد المديونية كاملة قبل المدة المتفق عليها، وهي 55 يوم، وإلا دخلت في الحرام، وهو إنزال فائدة وأنا أسدد.
وعلى ذلك سرت، وأنا أستعمل الفيزا، ولكن حصل ما لا يحمد عقباه، وهو أنني حصل لدي منذ عام تقريباً ضائقة مادية، واضطررت لسحب مبالغ، ولا أستطيع السداد، حتى إنني أدفع الحد المطلوب مني، بالإضافة إلي الفائدة.
والذي يقتلني كل يوم أكثر من الذي قبله هو أنني قد تخرجت من أحد المعاهد الأزهرية، وأدعو إلى الله عن طريق الدروس بالمسجد، غير أنني إمام بالمسجد، واستشعرت بأنني منافق، وتحققت في الآية "أتامرون الناس بالبر".
ومرة بعد مرة ابتعد عن المسجد، وعن الدروس، وعن الإمامة.
أرجوكم أفتوني في أمري هذا؛ هل ظني في محله، أم هو من تلبيسات إبليس، وماذا أفعل، علماً بأنني في الوقت الحالي لا أستطيع أن أسدد كامل المديونية، ولا أجد، غير أنني أدفع الحد المطلوب مني بالفائدة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلقد وقعت فيما ذكرت سابقاً بالربا الشديد الحرمة، إذ أن التعامل بالبطاقات الإئتمانية (الفيزا كارت) في البنوك الربوية لا يخلو من الربا المحرم.
ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وما عليك الآن إلا المبادرة إلا التوبة النصوح لله تعالى، ثم تسارع إلى سداد القرض الربوي كله، وتبذل في ذلك كل وسعك، ولو ببيع شيء مما تملكه، مع الإكثار من الاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل.
والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى أن يقبل توبتك.
ولا تلتفت بعد أن تفعل ذلك إلى وساوس الشيطان التي تأتيك لتصرفك عما أنت عليه من الخير.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.