2006-03-01 • فتوى رقم 3579
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب مسلم، عمري 28 سنة، من خريجي المعهد العالي الدولي للسياحة بالمملكة المغربية.
سأحاول أن أختصر التقديم وأدخل في صلب الموضوع إن شاء الله تعالى.
بعد 4 سنوات من العمل بالمؤسسات الفندقية، شاء ربي أن يهديني إلى طريقه السوي ويبصر قلبي بعد أن تكالبت عليه مغريات الدنيا، وحجبت عنه المعاصي أشعة التقوى، فانحرف عن النهج الذي سطره له الخالق جل وعلا.
بعد أن استفتيت أخاً في الله تعالى اعتزل نفس العمل، فأفتاني بحرمته أو وقوعه في الشبهات، قررت بعدها الاعتزال بدوري.
ما دام هذا هو التخصص الوحيد الذي أتقنه فقد التحقت بقائمة العاطلين.
علماً بأني الابن الوحيد لأم مطلقة، لا معيل لها غيري، وهي التي عانت الأمرين حتى أكمل دراستي، كانت خادمة الحي يستعان بها في رعاية صغار الجيران وغسيلهم مقابل قوت يومنا، لا نملك بيتاً فنحن إلى الآن نتقاسم غرفة جداً صغيرة، أدفع إيجارها كل 3 أو 4 أشهر حين يجود علي أحد الإخوان ببعض الدراهم، والآن مع التزامي فقد تأزمت الوضعية، والحصول على وظيفة بميدان آخر يلزمه مساعدة الغير، وليس بالأمر السهل بمظهري الحالي، إذ أن جلها إن لم أقل كلها تفرض حلق الحية وارتداء البنطلون إلى غير ذلك من الاختلاط وغيره مما يقلقني.
أحاول ملء وقتي بالمحافظة على الصلاة مع الجماعة والإقبال على العلم الشرعي.
كدت أنسى، لي زوجة هجرتني منذ التزمت بسبب إصراري على مواصلة تجنب الشبهات، رغم قيامي بمتطلبات البيت من أكل وشرب وكسوة إلا أنها قررت الرحيل بدعوى ملازمتي للصلاة في الجماعة و تغييري للرفقة، وأن السلطات قد تعتقلني في أي وقت، قررنا الطلاق لكن الأمر ليس بالهين فبعد أن استشرت القاضي تبين أن المبلغ الذي يغطي النفقة ومؤخر الصداق قد فاق 2000 دولار وهو أمر مستحيل أمام إصرارها التوصل بالمبلغ كلياً، بعد مدة حاولت إقناعها بالعدول عن الطلاق و الرجوع إلي بشروط ونحن الآن بصدد مناقشتها.
خلال الشهر الماضي بلغني انطلاق دروس تكوينية لتدريس اللغة الإنجليزية، فتم قبولي وأنا الآن أتابع الدراسة بهذا المعهد الأمريكي بفضل أحد الإخوان الذي تكلف بدفع التكاليف، ناقشت الأمر مع أحد الإخوة فأظهر لي أن تدريس اللغة الإنجليزية بالمدارس الحرة ليس خالياً كذلك من الشبهات، بسبب الاختلاط ونوايا المدرسين لانبهارهم بالمجتمع الغربي.
حاولت أن أعطيكم فكرة جد وجيزة عما أعيشه لتسهيل مساعدتي جزاكم الله عنا كل خير.
هل بإمكانكم مساعدتي شخصياً، إن وجد سبيل للعمل بإحدى فنادق مكة أو أي مكان لا يتنافى فيه العمل ومقتضيات الشريعة؟
هل من تعارض شرعي إن عملت بفندق بعيداً عن الخمور -كالموارد البشرية مثلاًـ مع تغيير الهندام.
هل تدريس اللغة الإنجليزية بفصول مختلطة يتعارض وديننا الحنيف؟
من ضمن الشروط التي وضعتها حتى أسمح لزوجتي أن تعود لي أن تقيم في سكن أستطيع تسديد إيجاره، والطاعة، والحجاب الشرعي، لا تلفاز، لا حمام عمومي، عدم الخروج بدون إذن.
هل مجموع هذه الشروط شرعية، وهل بإمكاني التساهل في بعضها؟
أعتذر إن أطلت عليكم الحديث، أرجو منه تعالى أن يجازيكم على ما تقومون به لفائدة شباب هذه الأمة خير الجزاء، والله شهيد على كل حرف قلته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تبحث عن عمل آخر حلال ليس فيه محرمات، ومن ترك شيئا لله تعالى أبدله الله تعالى خيرا منه،.
ولا شيء فيما اشترطته على زوجتك، وأما بالنسبة للتلفاز، فإن علمت من زوجتك التقوى وعدم رؤية المحرمات فيه، فلا بأس بأن تجلبه لها، أما إذا لم تضمن ذلك، بأن علمت أنها ستستمع فيه الأغاني الماجتة، أو الأفلام الهابطة، فعليك أن تمتنع عن جلبه إلى بيتك.
وأسأل الله تعالى لك التوفيق والتيسير وتسهيل الهداية إلى طرق الحلال.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.