2009-01-25 • فتوى رقم 35824
كنت أعمل في مجال مناقصات البناء منذ ثلاث سنوات في بلد عربي، وتمكنت من الحصول علي عمولات وهدايا لترسية هذه المناقصات والعقود علي شركة دون الشركات الأخرى بالاحتيال، وأخذت أموالاً أخرى من بعض الشركات علي أنها قرض حسن، وأنا كنت لا أنوي ردها، ورجعت بعد ذلك إلي بلدي، وأقمت مشروعاً بمعظم المبلغ، وخالطته أموال حلال.
والآن: إني أريد التوبة، فماذا أفعل، مع العلم أن قيمة الأموال زادت قليلاً في المشروع؟
أرجو الإفادة، وفقكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأبارك لك انتباهك لنفسك قبل فوات الأوان.
وما عليك الآن إلا أن تحصي ما أخذت من رشاوى وما أخذت عن طريق الاحتيال، ثم تعيدها لأصحابها إن علمتهم، بأي طريقة تراها مناسبة، وإلا فتتخلص منها بدفعها للفقراء والمساكين، وهم يأخذونها حلالاً إن شاء الله تعالى.
ومن استدنت منهم عليك الوفاء بالدين، وإعادة المبالغ التي أخذتها منهم، فتبذل وسعك في التعرف على الشخص الذي أدانك لتوفيه، وتقوم بالوفاء على قدر استطاعتك.
فإن لم تعرف مكان الدائن الآن فعليك ضمان مبلغ الدين له إن عرفته مستقبلاً، ولو بعد زمن، فإذا حضرتك الوفاة فعليك أن توصي ورثتك به، ولا تكلف فوق ذلك، ولو تصدقت به على الفقراء، ثم ضمنته لصاحبه إن ظهر، فهو أحسن.
وعليك مع التوبة النصوح الإكثار من الاستغفار، والأعمال الصالحة، عسى الله أن يغفر لك.
ثم إن كنت راض عن توبتك، فذلك إشعار بقولها عند الله تعالى إن شاء الله.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.