2009-01-27 • فتوى رقم 35863
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد: فكنت على علاقة بفتاة على الانترنت هي مسلمة ولا تتحدث العربية من البوسنة وتناقشني في الدين والدنيا والحب، وأحبتني وأحببتها وسألتها إن كانت عذراء إجابة بصراحة لأحبط بعدها بشدة ورجعت إلى نفسي وإلي الماضي، وقلت إن الله غفور رحيم واستمرت العلاقة لأني شعرت بنيتها الصادقة في الحياة في رغبتها بالتزوج من شاب متدين ليأخذ بيدها معه إلى طريق الله، وتتعلم منه، ولكن خلال الصداقة عبر الانترنت فعلتها ثانية مع صديقها القديم، وصارحتني بعد الضغط عليها وبعد تذكيرها بأن الكذب ليس من صفات المؤمنين، وقالت أنها بغرض الانتقام منه، وضعفا منها في ذلك الوقت، وقالت أنها تابت بعدها، وقمت بزيارتها في بلدها ومنزلها وبعد الزيارة قالت لي أن العلاقة في السابق كانت غير مؤكدة، ولذلك من الأسباب التي لم تمنعها من مقابلة صديقها السابق سامحتها وقلت إن الله غفور رحيم، وزارتي في بلدي وأمي أحبتها كثيرا ولكن لا تعرف عن ماضيها، هي تقول لي أنها تابت وتخاف أن أتركها وقالت لي أني أعتبر هدية من الله لأنها دعت الله مرارا أن يمنحها شابا مسلما متفاهما، ويساعدها في الدين والدنيا، كيف أتاكد من توبتها مع العلم عند الخلوة بها أشعر أنني من السهل الوقوع بها لأنها تحبني وتخشى أن أبتعد عنها فكيف أتاكد من قبول توبتها لأتزوجها دون الوقوع تحت الزاني لا ينكح إلا زانية؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أخطأت بعلاقتك معها من أساسها، فالحديث بين الجنسين ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة، لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم، ولا أرى أن هذا من باب الضرورة، بل هذا من تسويل الشيطان ومكائده.
فعليك الآن التوقف عن الاتصال بها، ولك (إن أردت) أن تتقدم لخطبتها والعقد عليها إن علمت صدق توبتها باستمرارها على الطاعة وترك الشبهات والمحرمات، والاستمرار على ذلك زمنا، وليس لك متابعة الحديث معها على الماسنجر أو غيره قبل ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.