2009-01-31 • فتوى رقم 35982
أنا فتاه تعرفت على شاب من خلال النت، وتحدثنا عبر الموبايل، وجعلني أعاهده أمام الله ألا أكون لغيره، وذلك العهد هو الصيغة التي يقرأها المأذون أثناء عقد القران، وقال لي: الآن أنت زوجتي أمام الله، ولا تحلي لأي رجل في العالم بدون طلاق مني، وذهبت إليه في شقته، وقد آتاني من الدبر، وقد كاد مرة أخرى أن يفض غشاء بكارتي، لكني رفضت وهو يعدني بالزواج خلال شهور... أرجوكم: هل أنا فعلا زوجته، ولا يحق لي الزواج بغيره بدون طلاق منه؟ وما حكم الدين في... وماذا علي أن أفعل إذا كان هذا لا يعد زواجا؟ وهل لي الحق في قبول عريس آخر بدون تطليق من هذا الشاب؟
أرجو سرعة الرد.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالزواج هو الإيجاب والقبول، وشرطه وجود شاهدين، ورضى ولي الزوجة عند أكثر الفقهاء، وانتفاء المحرمية بين الزوجين، وبما أن هذا الذي جرى بينك وبينه لا يسمى عقدا لعدم وجود الشهود، فأنت أجنبية عنه من كل الوجوه، (تماما كما كنت بالنسبة له قبل هذا الكلام) وما فعلتماه من أكبر المعاصي، وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70]، فسارعي إلى التوبة النصوح، واقطعي علاقتك تماما مع هذا المخادع (وغيره ممن لا يحل لك)، ثم إن تأكدت وتيقنت من صدق توبته ومرّ على ذلك زمن اطمأننت فيه إلى ذلك، فلك الزواج منه بعقد مستوف للأركان والشروط بحضور وليك الشرعي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.