2009-01-31 • فتوى رقم 35992
أنا أخطب فتاة منذ ثلاثة أعوام فأذهب إلى بيتها باستمرار، ونجلس بعض الأوقات في خلوة، ويغوينا الشيطان بأشياء كثيرة، فكنا نتبادل الإحضان والقبلات وغيرها، هي تفعل هذه الأشياء لكي ترضيني حتى وصل بنا الحال إلى أن أتيتها من دبرها ذات مرة مع أننا كنا نعرف أنه حرام، مع مراعاة أننا لم نكن نعلم حجم الذنب، لكن يعلم الله أنه بعد الانتهاء من هذه الفعلة الشنعاء أني ندمت ندما شديدا في نفس الليلة التي كنت معها وندمت وأنا أمشي في الطريق، وذهبت لأخ فاضل كي ينصحني ويفتيني في هذا الأمر في نفس الليلة، فهل يحل لي أن أتزوجها أم لا؟
إني سألت الكثير، ولكن كل شخص يفتيني بما يراه، إني أخاف الله وأريد أن أعيش حياني في الحلال، وعاهدت نفسي أمام الله، وبكيت وندمت على أنني لا أعود لهذه المعصية أبدا، وضميري يؤلمني جدا، فأريحوا قلبي أراح الله قلوبكم، هل لي أن أتزوجها أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لقد أخطأتما كثيراً في ارتكابكما المحرم الذي نهى الله عنه.
وعليكما الآن بعد التوبة النصوح الندم مع الإكثار من الاستغفار، وعدم العود لمثل ذلك في المستقبل.
وباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ثم إن تيقنت من توبة من زنيت بها وتوبتك فلا بأس بالزواج منها وسترها إن رأيتها مناسبة لك، على أن تكون علاقتكما مبنية على الطاعة والامتثال لله تبارك وتعالى بعد ذلك، وأسأل الله تعالى العليم الخبير أن ييسر لكما الخير في الدنيا والآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.