2009-02-01 • فتوى رقم 36024
هل العادة السرية من الكبائر؟ وحكمها حكم الزنا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالعادة السرية وإن لم تكن من الكبائر لكنها محرمة شرعاً، ويجب الابتعاد عنها لحرمتها ولأضرارها الصحية والنفسية.
على أن الإصرار على فعل الصغيرة يجعلها كبيرة من الكبائر.
مع العلم أن أفضل طريقةٍ للتخلص منها الصوم، ثم السعي للزواج، وملء الوقت بأعمال مباحة مفيدة نافعة، كالقراءة والمهنة، مع غض البصر ومراقبة الله سبحانه وتعالى، واستشعار أنها محرمة، مع مجاهدة النفس والتذكر الدائم للموت.
فعلى المسلم أن يترك كل المحرمات ويجتنبها، ولا شكأن اجتناب الكبائر أولى، لكن ذلك لا يبرر فعل الصغائر، فقد روى أحمد في المسند عن عبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلَاةٍ فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا فَأَجَّجُوا نَارًا وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا))
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.