2009-02-01 • فتوى رقم 36039
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو إفادتي في هذه الأمر، فأنا لا أنام مطلقاً بسبب هذا.
أنا فتاة كنت شبه مريضة بداء السرقة من صغري (سرقة قلم، أو علبة ألوان)، وعندما كبرت سرقت بعض النقود من أقاربي (فئة الـ5 أو 10 جنيهات).
وذات مرة قصدتني أختي كي أبيع لها بعضاً من ذهب تمتلكه، فبعته لها، ولكن لم أعطها المبلغ كله، وأخذت منه حوالي 1000 جنيه، وأنا نادمة أشد الندم، وتبت إلى الله تعالى، وأجاهد نفسي بعد هذه الواقعة منذ سنوات، والحمد لله، وأحاول أن أعوض هذا المبلغ في صورة هدايا لأولادها، عسى ربي أن يتوب علي، وأنا أخجل أن أصارحها كي لا تفقد الثقة بي في المستقبل.
وأيضاً: ماذا أفعل كي أكفر عن سرقاتي التي لا أعلم عن أصحابها شيئاً؟
جزاكم الله عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بعد التوبة النصوح إلى الله تعالى مما فعلت مع الندم والاستغفار، إعادة ما سرقت إلى الذي سرقته منهم بأي طريق كان، دون إخبارهم بما كان منك سابقاً، ولو كان ذلك على سبيل الهدية لهم، تنتهزي لها مناسبة، تجتهدي في فعل ذلك على قدر استطاعتك، ولو على مهلك.
ولا تبرئي إلا بذلك، أو أن تخبري من سرقت منهم بما كان منك فيسامحوك فيما سرقته منهم.
وفي حال اليأس من معرفة مكان بعض من سرقت منهم، فلا تملكي الآن سوى الاستغفار، وأن تتصدقي بمثل ما سرقت عن صاحبه، على أن تضمنيه له إن عرفته في المستقبل.
وإن كنت راضية عن توبتك، فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.