2009-02-01 • فتوى رقم 36042
السلام عليكم
إذا صدر من شخص فعل محرم ما، هل يجوز في الدين أن أقول أني أكره ذلك الشخص، أم أقول أني أكره أفعاله، وما هو واجبي نحو هذا الشخص؟
جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى المسلم أن ينصح من يرتكب المنكرات، بالحكمة واللين واللطف وعلى انفراد، ويبتغي من ذلك رضا الله تعالى، ويختار لذلك أوقات الراحة، ويغتنم لنصيحتهم كل فرصة، ويكره معصيتهم وينكرها حسب استطاعته، فقد أخرج مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ رأى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فإنْ لَم يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذلكَ أضْعَفُ الإِيمَانِ).
يتولى الرجال نصح الرجال، والنساء نصح النساء.
ثم يكثر من الدعاء للمقصرين بالهداية، ولا يكن عوناً للشيطان عليه، فقد أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (إذا رأيتم أخاكم زل زلة فقوموه وسددوه، وادعوا الله أن يتوب عليه ويراجع به إلى التوبة، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه).
وأخرج الطبراني في الكبير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا فلا تكونوا أعوانا للشيطان عليه، تقولوا: اللهم اخزه، اللهم العنه... ولكن سلوا الله العافية؛ فإنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كنا لا نقول في أحد شيئا حتى نعلم على ما يموت، فإن ختم له بخير علمنا أنه قد اصاحب خيرا، وإن ختم له بشر خفنا عليه عمله).
فإن فعل ذلك وداوم عليه، فقد أبرأ ذمته أمام الله تعالى، سواء أنفع ذلك مع الغير أم لم ينفع.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.