2009-02-03 • فتوى رقم 36086
أنا فتاة عمري 14 سنة، لي أب محافظ على صلاته يزور المسجد، يقرأ القرآن، ويقوم بكل فرائض الإسلام، ومن جهة أخرى يتعرف على الفتيات والنساء في الانترنت، ويشاهد فيديو لأشياء غير محترمة وأبدا لا يمكنكم توقعها، ولكنه لا يدري أني أعرف سره ولا أحد يعلم فقط أنا، فما هو حكم الاسلام فيه؟
ماذا يجدر بي القيام به حيال هذه المشكلة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك نصحه على انفراد بحكمة ولين وخفض جناح وموعظة حسنة، وذلك في أوقات الراحة، وتذكيره بالله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاته وسكناته، ولا يخفى عليه خافية، وأنناعباد لله وسيأتي اليوم الذي سيحاسبنا فيه عن جميع أفعالنا، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
وتبيني له أن الأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ لأن الرجل الذي يرى هذه الصور الإباحية قد لا تعجبه بعد ذلك زوجته فيكرهها وينبذها ويستغني عنها ويشعر باشمئزاز منها، وكذلك الحال في الزوجة إذا رأت هذه الصور العارية فإنه قد لا يعجبها زوجها بعد ذلك، فتكرهه وتقصر في حقه، فتتفكك الأسر بذلك، وتتخرب الأخلاق ويتفلت المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضا؛ لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.
واسألي الله تعالى له الهداية في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وأسال الله تعالى أن يهديه، ويوفقك لنصحه بالحكمة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.