2009-02-03 • فتوى رقم 36093
السلام عليكم وجزاكم الله عنا كل خير
سؤالي فضيلة الشيخ بارك الله بك: إني من بلد وأريد الزواج من فتاة من بلد آخر هي موافقة على ذلك، وأهلها غير موافقين، وأنا متعلق بها وهي متعلقة بي، وهي تبلغ ال18 عاما، وأنا أبلغ 24 عاما، وأنا من لبنان والأصل من فلسطين، وهي من دولة الجزائر، فما العمل؟ هل نستطيع الزواج دون ولي أمرها في المحكمة الجزائرية؟ إن عملنا على المذهب الحنفي؟ وهل يحل إن قمنا بتزويج أنفسنا دون شهود أو عقد؟ لسنا ندري ما نفعل فبالله عليك أرشدنا والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فذهب جمهور الفقهاء إلى أن زواج البكر بدون ولي باطل، وبذلك أخذت بعض القوانين العربية للأحوال الشخصية، وذهب الحنفية إلى أن زواج الفتاة البكر بدون موافقة الولي صحيح إذا كانت عاقلة بالغة واستوفى العقد شروطه الشرعية، وبه أخذت بعض القوانين العربية، ولكنني لا أرجح القيام بذلك، لما قد يترتب عليه من آثار اجتماعية غير مستحسنة.
فعلى هذه الفتاة أن تقنع أهلها بالزواج منك (إن كنت على خلق ودين) وتوسط كبار العائلة (إن استدعى الأمر ذلك)، فإن وافقوا على ذلك فبها ونعمت، وإلا فعليها انتظار خاطب غيرك توافق عليه مع أهلها، وأسأل الله أن يوفقك ويختار لك ولها ما فيه الخير في الدنيا والآخرة.
ومع الإشارة إلى أنها إذا وجدت تعنتا من أهلها في المنع من غير مبرر فلها رفع الأمر للقاضي للبت في الموضوع، ولا أنصحكما بالزواج بدون ذلك، لما قد يترتب على ذلك من الضرر.
أما الزواج دون شهود فهو فاسد لا اعتبار له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.