2009-02-06 • فتوى رقم 36133
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مسافرة للعلاج في دولة أوروبية، وكما تعلمون الدول الأوربية لا يوجد بها مساجد أو تقام بها المساجد، أنا أخرج لموعدي بالمستشفى أو الخروج لقضاء الحاجات أو التنزه أو التسوق، وتفوتني الصلاه كالظهر فأجمعها مع العصر أو يفوتني المغرب فأجمعها مع العشاء، وللعلم أنا لا أعلم كم مدة إقامتي بهذه الدولة، وإقامتي بها محددة بالعلاج أي لحاجتي له، متى ما انتهينا من العلاج رجعت لدولتي، والكثير هنا من العرب يأتون للعلاج يقولون نجمع حتى نعود إلى بلادنا لأن إقامتنا غير محددة،
وأنا أرجو منكم إفادتي لأنه في حين الخروج أجمع الصلاة، وعندما أكون في البيت لا أجمع، أصلي كل صلاة في وقتها، فهل علي حرج؟ وما كيفية جمع الصلاه بالقصر أو أجمعها رباعية بدون قصر؟
أرجو منكم الرد لما له من أهمية بالنسبه لي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا وصل المسافر إلى بلد غير وطنه الأصلي، فإن نوى الإقامة فيها خمسة عشر يوما فأكثر فهو مقيم من تاريخ وصوله إليها، وعليه التوقف عن الجمع والقصر في الصلوات، وإذا نوى الإقامة أقل من خمسة عشر يوما، أو لا يعرف متى سوف يستأنف السفر، فهو مسافر في كل الأحكام سوى الجمع فلا يجوز بعد الإقامة فعلا أربعة ايام،
أما عن أحكام صلاة المسافر: فمن شروط السفر المبيح للقصر أن تكون المسافة بين بلدك الذي أنت مستوطن فيه وبين المكان الذي تسافر إليه لا تقل عن /90/ كم، وأن لا تنوي الإقامة في البلد الذي تسافر إليه لمدة /15/ يوماً فأكثر.
فإذا تحقق ذلك فلك القصر بعد خروجك مسافراً خارج عمران البلدة التي تقطن فيها، وليس لك قبل ذلك الجمع أو القصر، والقصر يكون في فروض الظهر والعصر والعشاء فقط، حيث تصلى ركعتين بدلا من أربع ركعات، أما المغرب والفجر فعلى حالها، والسنن كلها على حالها أيضا.
أما الجمع بين الصلوات فلم يقل بصحته للمسافر بعض الفقهاء، وقال به البعض بشرط أن لا يقيم في البلد الذي يصل إليه أكثر من أربعة أيام، فإن أقام أكثر وجب عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها كالمقيم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.