2009-02-09 • فتوى رقم 36238
فضيلة الشيخ:
عندما كنت صغيراً فعلت مقدمات الزنا مع أختي بسب الخلوة، حتى وقعت في المعصية، وربما لعدة مرات.
وفي فترة بلوغي لا أذكر تماماً ما كنت أفعل، فربما أيضاً قد زنيت لعدة مرات، وعندما كبرت كنت أفعل مقدمات الزنا معها، كالمس والتقبيل...
ولكني والله بعد ذلك ندمت ندماً شديداً، وتبت إلى الله عدة مرات في ظلمة الليل.
والآن عمري حوالي 20 سنة، وما زلت في بعض الأحيان أنظر إليها، وربما أقبلها بشهوة، لكن بحضور بعض أهلي.
فأرجوك أن تنقذني يا فضيلة الشيخ، فصدقني أحياناً عندما أنظر إليها أتذكر ما كنت أفعل وأندم وأبكي في خلوتي، ونفسيتي متعبة جداً حتى الآن، ولا أدري إن قبل الله توبتي.
وجزاك الله عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته سابقاً مع أختك من أكبر المعاصي، وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾[الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
وهو مع المحارم إثمه أعظم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من وقع على ذات محرم فاقتلوه) أخرجه ابن ماجه وأحمد والحاكم.
وهو مع عظم إثمه مناف للطباع السليمة والفطرة المستقيمة، فبدل أن تكون مدافعاً عن عرض أختك وشرفها إذا بك أنت من يريد هتك عرضها.
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، وعليك أن تتجنب الخلوة مع أختك هذه، فإياك أن توجد معها في مكان ليس معكما ثالث، وعليكما الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت.
ثم إذا كنتما راضيين عن توبتكما فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.