2009-02-10 • فتوى رقم 36261
أمي تحب أختي الأكبر مني بسنة، وهي الكبرى، وهي لا تهتم لي في أي شيء، بل هي محايدة مع أختي في كل شيء، وهي دائمة الظلم لي، وهذا جعلني أحس بالوحدة القاتلة منذ الصغر، فظلمها لي يجعلني في بعض الأحيان الضعف أخطئ في حقها بالكلام كأم أمام الله، وبعدها أحس بالندم الشديد, لا أعرف كيف أتخطئ هذا لأن الظلم من الصعب تحمله دائما, حتى كل من يعرفنا يقول لي أن أمك تظلمك كثيرا, ساعدوني أرجوكم؛ فأنا لم أحس بحنان الأم وأحس بالوحدة القاتلة الدائمة, تحملت الكثير من أجل الله، وبكيت كثيرا حتى مرضت في بصري.
أرشدوني أرجوكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب.
ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسني لأمك قدر إمكانك وتحاولي برها بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئة مثلها أو أكثر منها، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)، وإن فعلت ذلك فسوف تتغير معاملتها معك إن شاء الله تعالى، ولا مانع من توكيل أحد ذي مكانة في العائلة لينبهها إلا حرمة الظلم وكراهية التفضيل بين الأبناء، مع الدعاء لها بالهداية وقتَ السحر في الثلث الأخير من الليل؛ فإنها ساعة إجابة إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى له الهداية العاجلة، وأن يكسبك أجر التسبب فيها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.