2009-02-11 • فتوى رقم 36270
ما هو الحكم في العمل في مولد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وبيع الحلاوة؟
هل هو بدعة؟ وما هو حكم العمل مع أحد في هذا الموسم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع من ذلك، فالاحتفال لا مانع منه بشكل إسلامي ليس فيه منكر، ويمكن أن يكون ذلك بالصيام والصلاة والتسبيح والذكر والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم واستعادة سيرته العطرة وسنته الشريفة وبكل ما هو عبادة لله تعالى أو مباح في شريعة الإسلام.
أخرج البخاري برقم (4813) قال: حدثنا الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته، أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها، أنها قالت: يا رسول الله: انكح أختي بنت أبي سفيان فقال (أوتحبين ذلك؟) فقلت: نعم، لست لك بمخلية وأحب من شاركني في الخير أختي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن ذلك لا يحل لي)، قلت: فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة؟ قال: (بنت أم سلمة؟)قلت: نعم، فقال: (لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي أنها لابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن).
قال عروة: وثويبة مولاة لأبي لهب كان أبو لهب أعتقها، فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشرحيبة قال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم، غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة.
قال السهيلي في "الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام":"وَفِي غَيْرِ الْبُخَارِيّ أَنّ الّذِي رَآهُ مِنْ أَهْلِهِ هُوَ أَخُوهُ الْعَبّاسُ، قَالَ: مَكَثْت حَوْلا بَعْدَ مَوْتِ أَبِي لَهَبٍ لا أَرَاهُ فِي نَوْمٍ ثُمّ رَأَيْته فِي شَرّ حَالٍ فَقَالَ مَا لَقِيت بَعْدَكُمْ رَاحَةً إلا أَنّ الْعَذَابَ يُخَفّفُ عَنّي كُلّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وُلِدَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَكَانَتْ ثُوَيْبَةُ قَدْ بَشّرَتْهُ بِمَوْلِدِهِ فَقَالَتْ لَهُ: أَشَعَرْت أَنّ آمِنَةَ وَلَدَتْ غُلَامًا لأَخِيك عَبْدِ اللّهِ؟ فَقُالْ لَهَا: اذْهَبِي ، فَأَنْتِ حُرّةٌ، فَنَفَعَهُ ذَلِكَ وَفِي النّارِ كَمَا نَفَعَ أَخَاهُ أَبَا طَالِبٍ ذَبّهُ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، فَهُوَ أَهْوَنُ أَهْلِ النّارِ عَذَابًا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.