2009-02-12 • فتوى رقم 36285
أنا بنت من فلسطين نشأت في عائلة صالحة والحمد الله، وتربيت تربية حسنة،
تعرفت على شاب عن طريق النت شخص محترم كثيرا، ويعرف الله أن كلامنا دائما محترم، وبأمور الحياة، ولكن بعد فترة قصيرة تحول هذا لحب كبير كثير لدرجة أنه كان كل أهله يعرفون، والبعض من أهلي وأصحابي، وهذا الحب كان ولا زال يكبر يوما بعد يوم، مع العلم أن هذا الشخص واجه ظروفا صعبة تمنعه من أن يكلمني وابتعد فترة طويلة تقريبا سنة، والآن هو رجع يحادثني، لكن ما حدث أنه في الفترة التي ابتعد فيها أنا تقربت لرب العالمين كثيرا، وكنت دائما أصلي وأدعو ربنا يبعد عنه أولاد الحرام، وأحفظ القرآن الكريم لكي ربنا يوفقني، وأهديه ثوابه حتى يوفقه هو أيضا، والآن بعد ما اقتربت من رب العالمين لا أقدر أن أرجع للحديث معه لحرمة أية علاقة بين الشاب والبنت قبل الزواج، ولكني لا أستطيع أن أبعد كثيرا لأن قلبي يتقطع عليه، وهو بعيد هو ساكن بمدينة ثانية، وبينا حواجز بفلسطين يعني لا أستطيع رؤيته، لكن أنا أقلق عليه كثيرا، وأعتبره الهواء الذي استنشقه، أنا فكرت أن أبعد عنه لكن ظللت كل فترة طويلة أتكلم معه مرة، وتكون كتابة لا صوتا ولا صورة، مجرد أني أطمئن عليه، لكن أنا أخاف أن يكون هذا محرما أيضا، وأن يغضب ذلك رب العالمين.
أتمنى أن تساعدوني باراك الله فيك، ودلني على الطريق الصواب.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أخطأت وأثمت فيما مضى، فالحديث بين الجنسين ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة، لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم، ولا أرى أن هذا من باب الضرورة، بل هذا من تسويل الشيطان ومكائده.
فعليك الآن التوقف عن الاتصال به، وله (إن أراد) أن يتقدم لخطبتك والعقد عليك (إن وافقت مع أهلك على ذلك)، وليس لك متابعة الحديث معه قبل ذلك أبدا، ومن ترك شيئاً لله تعالى عوضه الله تعالى خيراً منه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.