2009-02-14 • فتوى رقم 36345
السلام عليكم ورحمة الله
لقد تحجبت السنة الماضية وعمري الآن 17 عاما وذلك رغم معارضة أمي, وبدأت أتدرج في العبادة شيئا فشيئا بفضل الله عز وجل، فأصوم الاثنين والخميس وأحفظ القرآن والحمد لله, لكن أمي تقول أني أغلو في الدين، وأن الإيمان في القلب, حتى أنها تحثني على مصافحة الأجانب، وتقول كذلك أن تديني ألهاني على دراستي، وهذا يجرحني ويغضيني، ولكن رغم ذلك فأنا أدعو لها بالهداية في كل صلاة، وعندما عرضت عليها فكرة النقاب صرخت في وجهي، وهددتني هي وأبي، فماذا أفعل يا شيخنا الفاضل؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبارك الله بك، وأهنئك على هداية الله تعالى لك؛ فهي دليل محبته لك، وعليك أن تصبري على كل ما قد تتعرضين له بسبب هذه الهداية الطيبة، ولا أرى في كل ما ذكرت تشددا أو غلوا في الدين، ولا يجوز لك أن تصافحي الرجال الأجانب، وليس عليك أن تطيعي أمك في ذلك، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وعليك أن تطيعها وتجتهدي في برها بما ليس فيه معصية، وتتلطفي في مناقشتها، ولا تغلظي لها بالكلام، وأسال الله تعالى لك ولها التوفيق.
أما النقاب (وهو ما تستر المرأة به وجهها) فهو للمرأة الشابة عند الخروج إلى الشارع وأمام الرجال الآجانب عنها واجب، ودليله عموم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59]، أما العجوز والمرأة الشوهاء فلا يجب عليها النقاب، ولكن يستحب لها، لقوله تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور:60].
ويستوي في ذلك كل من كان أجنبياً عن المرأة، إلا أن المرأة إذا كانت في مجلس لا يوجد فيه إلا محارمها أو زوجها وبعض من الرجال الأجانب الأتقياء المأمونين، فلا بأس بأن تنزل النقاب عنها فيه لعدم الفتنة.
وداومي على الدعاء لوالديك بالهداية وقتَ السحر في الثلث الأخير من الليل؛ فإنها ساعة إجابة إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى لهما الهداية العاجلة، وأن يكسبك أجر التسبب فيها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.