2009-02-15 • فتوى رقم 36392
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة ولدي ابنة، ومشكلتي أن والدتي دائمة التذمر مني مهما حاولت إرضاءها فهي لا ترضى...عندما أتواصل معها عبر الهاتف أو أزورها فإنها تبحث عن أي موضوع فقط لإثارة غضبي وتعصيبي، هي أمي ولابد أنها تحبني، ويظهر ذلك، ولكن من جهه أخرى فهي تسبني وتهينني دائما، وتكون دائمة الغضب معي لدرجة أني أحيانا أفقد أعصابي وأصرخ عليها بصوت عالي، فهل يكون ذلك عقوقا، فأنا أبذل قصار جهدي للتحمل، ولكن أحيانا أفقد أعصابي وأرد عليها بالصوت العالي، أنا أعيش بالقرب منها، وأزورها كل يوم تقريبا، فقد حاولت أن أخفف زياراتي لها لعل ذلك يخفف من حده تصرفاتها، ولكن لا فائده، تحدثت معها بشأن هذا الأمر أنا وأخي واقتنعت لكنها عادت لنفس أسلوبها.
مع العلم بأن نفس الشيء يحصل مع بقية إخوتي وليس أنا وحدي، فهل أنا عاقة!!؟ وماهو الحل برأيكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب.
ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسني لأمك قدر إمكانك وتحاولي برها بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئة مثلها أو أكثر منها، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8
فإنت فعلت ذلك، فلا إثم عليك بعدئذ إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.