2009-02-24 • فتوى رقم 36595
السلام عليكم
كنت أحلم دائما بأن أقوم بفترة خطوبة وعرس إسلامي، ولكن لم يتسن لي ذلك، فقد خطبت بنتا ملتزمة من عائلة محترمة، وبفضل الله قدر الله لنا الزواج.
مشكلتي أني أتعذب ويئنّ قلبي وتسود الدنيا كلما دعاني صديق لي إلى حفل زفافه أو حتى كلمني أحدهم عن خطبته، ما حدث لي هو أني ضعفت نفسي كثيرا، أمام خطيبتي - وصدقني الخطأ دائما مني - فقد قبّلتها ولمستها، ووالله ما كان لي أن أفعل ذلك، كنت دائما أقرأ على الشبكة الإسلامية الفتاوى الخاصة بعلاقة الخطيب بخطيبته، وما يجب أن يحدث، ولكن في يوم ضعفت نفسي، وكان قبيل عقد القران بأيام قلائل وقد قبلتها ولمستها.
ما أمر به الآن هو حزن وألمّ، والله إني تائب ولكن كلما تذكرت أن من شروط التوبة الندم وعدم العودة كيف لي أن أعود؟ وأنا قد تزوجت وانتهى الأمر، لا أعتقد أنكم تصدقوني إن قلت أني فكرت أن أطلق زوجتي لأني كلما تذكرت ما حدث مني في الخطوبة والزواج وعدم الالتزام كرهتها، وكرهت حياتنا واسودت الدنيا من ذلك الذنب العظيم، فو الله لم يؤثر فيّ ذنب مثل تلك الذنوب، والتي حلمت ألا أفعلها، وقرأت الكثير عن فترة الخطوبة قبلها، وعلمت الحلال والحرام، بل كنت أقوله لأصدقائي، وأقول لنفسي لم تتمسك لما ضعفت، والله إني لأسال أيغفر الله لي؟ بالله دلوني أيغفر الله لي - وأشهد الله أني تائب، كلما نظرت إلى من تمسك بالأصول الشرعية في خطبته وزواجه أقوا ليتني من هؤلاء الأطهار، وقد دنست نفسي بتقبيل من لا تحل لي.
بالله أريحوني فقد سئمت الحياة بما أنا فيه.
وكيف أشعر أن الله قد غفر لي فإني تائه، وذلك أثر على علاقتي بزوجتي؟
جزيت خيرا، أريحو قلبي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، فيكفيك الندم والاستغفار والتصدق وعمل الصالحات، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]. ، ثم إذا كان العبد راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى، ولا مسوغ لكره الزوجة والرغبة في تطليقها، بل الأجدر بك أن تعلم أن الله يغفر ويسامح، قول الله تعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر: 53]، واليأس من رحمة الله ذنب أعظم من الذنوب التي كانت سببا في هذا اليأس، ولماذا يغلق العبد على نفسه بابا واسعا فتحه الله تعالى؟!
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.